في ساحة كنيسة الآشوريين في مدينة الحسكة تقف جانيت دنخا بين عشرات العائلات الناجية من تنظيم “داعش” الإرهابي وتعجز رغم سنواتها الخمسين عن استيعاب قسوة الحرب التي تشن على السوريين وحجم بربرية الإرهابيين وحقدهم.
ورغم فظاعة ما مرت به خلال الساعات الماضية تقول دنخا “أسعفني الحظ وتمكنت من الهروب والوصول إلى هنا فيما مصير مجهول ومخيف ينتظر مئات العائلات في قرى تل تمر بعد هجوم تنظيم داعش الإرهابي عليها” معربة عن قلقها بأن “يكون مصيرهم كمصير أهالي الموصل وجبل سنجار في العراق”.
وتروي دموع أوشانا دافيد من قرية تل هرمز قصة مقتل حفيده الأعزل قنصا أمام عينيه دون أن يستطيع فعل شيء له سوى أن يهرب مع بعض نساء القرية والأطفال من وحشية المشهد معربا عن شكره لأبناء مدينة الحسكة الذين توافدوا منذ يوم أمس إلى الكنيسة لاستضافة العائلات المهجرة في بيوتهم.
ويعرب أنور عبدوش من قرية تل رمان عن مخاوفه على مصير شباب القرى الموجودة حول نهر الخابور الذين قرروا البقاء والدفاع عن تراب وطنهم بإمكاناتهم البسيطة وبأعدادهم القليلة أمام الزحف الكبير لإرهابيي “داعش” الذين استخدموا في هجومهم كافة أنواع الأسلحة بما فيها الثقيلة.
وفي وقت يتحدث فيه بنيامين يونان من قرية تل جمعة عن قيام تنظيم “داعش” الإرهابي بحرق العشرات من منازل المواطنين إضافة إلى الكنائس الموجودة في قرى تل هرمز وتل جزيرة وقبر شامية يؤكد قناعته بأن ممارسات هذا التنظيم لا تمت لأي دين بصلة فليس هناك تعاليم دينية تدعو إلى قتل الناس الأبرياء واغتصاب النساء الآمنات وتدمير البيوت ودور العبادة.
وحول مساهمة المجتمع الأهلي في دعم الأسر المهجرة يشير رئيس جمعية المودة الخيرية سعد سلو إلى أنه تم تأمين المئات من الاغطية ومستلزمات المعيشة الأخرى إضافة إلى توزيع مئات الوجبات الغذائية كما وفر فرع الهلال الأحمر العربي السوري السلات الغذائية المتكاملة.
وكان إرهابيو “داعش” شنوا أمس هجوما مسلحا على أهالي قرى تل هرمز وتل شاميرام وتل رمان وتل نصرى والاغيبش وتوما يلدا والحاووز في ريف الحسكة الغربي وأحرقوا كنيسة تل هرمز التاريخية التي تعد من أقدم الكنائس في سورية كما اختطفوا العشرات.