حافظت أرمينيا وإسرائيل على علاقتهما منذ إستقلال الأولى عن الإتحاد السوفيتي، العام 1991، إذ كانت البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية الموجودة في جورجيا تمثلها أيضاً في يريفان، منذ العام 1993 إلى العام 2007، على الرغم من أن تسولاك موميجيان عين قنصلاً فخرياً لأرمينيا في القدس، العام 1966.
في هذا الشأن، قامت العديد من الشخصيات الأرمينية بعدة زيارات رفيعة المستوى إلى إسرائيل، ومنها زيارة الرئيس الأرمني السابق، روبرت كوتشاريان، الذي إجتمع بعدد من كبار المسؤولين بمن فيهم رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، إيهود باراك، في يناير/كانون الثاني من العام 2000.
إضافة إلى ذلك، قامت كل من الدولتين بتعزيز العلاقات المشتركة والإتفاقات الموقعة في مجالات عدة، كالصحة والإستثمار الثنائية. وفي العام 2003، قام كاثوليكوس الأرمن، كاريكين الثاني، بزيارة إسرائيل والتقى مع الحاخام يونا ميتزجر، الذي قام بزيارة أرمينيا، في العام 2005، ومنها زيارة إلى النصب التذكاري للإبادة الجماعية في يريفان.
العلاقات الحديثة
لقد شهدت العلاقات الأرمنية الإسرائيلية تطوراً ملحوظاً من الناحية السياحية حيث تسعى أرمينيا إلى جذب السياح من إسرائيل، وقامت بفتح رحلات مباشرة من مطار يريفان إلى مطار بن غوريون. لكن تطور العلاقات الأرمنية – الإسرائيلية أصبح واضحاً بشكل كبير بعد قدوم رئيس وزراء أرمينيا، نيكول باشينيان، للسلطة حيث قام الأخير بتوقيع إتفاقيات من بينها نقل السفارة الأرمنية في إسرائيل بداية العام 2020.
بحسب رأي باشينيان، إن هذا الأمر سوف يعطي دفعة قوية للعلاقات المشتركة وسيساعد أيضاً في تعزيز قوة الكنيسة الرسولية الأرمنية بمدينة القدس. على الجانب الآخر، أبدا الجانب الإسرائيلي رضاه عن نقل السفارة حيث ستكون أرمينيا الدولة الـ 90 التي تفتح سفارتها في إسرائيل.
تساؤلات مشروعة
بالرغم من التقارب الأرميني – الإسرائيلي الملحوظ في الفترة الأخيرة، يبقى هناك عدد من التساؤلات أبرزها: لماذا تقوم أرمينيا بالسعي لتقوية العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل بالرغم من تجاهل الأخيرة التام وصمتها عن الإبادة الجماعية الارمينية؟ ما هم الموقف الأرميني من بيع إسرائيل أسلحة متطورة لأذربيجان والتي تستخدمها ضد أرمينيا في صراعها ضدها في إقليم كاراباخ؟ هل يتجاهل باشينيان بأن العرب هم من قام بحماية الأرمن أثناء فترة الإبادة الجماعية ام ان تقوية العلاقات الدبلوماسية سيؤدي في النهاية لإعتراف إسرائيل بالابادة الجماعية وذلك لممارسة الضغط على تركيا؟ هل تستحق العلاقة مع إسرائيل خسارة أرمينيا لشعبيتها في الدول العربية خصوصاً مع وجود الكثير منهم فيها ويحملون جنسيتها كما في لبنان سوريا؟ أم أن هناك نوع من التضحية بعلاقتها مع إيران في مقابل علاقتها مع إسرائيل؟ ماذا يمكن القول عن رفض الأخيرة إعتبار ان ما حدث للأرمن بأنه “إبادة جماعية” بل تصنفها على أنا “مأساة تاريخية”؟ فهل أن الضحايا الأرمن هم أقل مرتبة من ضحايا الهولوكوست بنظرها؟
بقلم: كيفورك ماكس خاجيريان
متخصص في دراسات الشرق الأوسط – مترجم في وكالة “رياليست” الروسية
المصدر: sitainstitute.com