أصر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن أنقرة لن تتخلى عن منظومة صواريخ “إس-400” الدفاعية الروسية لشراء صواريخ “باتريوت” الأميركية، وذلك في تصريحات نُشرت الخميس. وقال إردوغان لصحافيين أتراك كانوا على متن طائرته بعدما أجرى محادثات مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء “من غير الممكن التخلي عن صواريخ إس-400 من أجل باتريوت في هذه المرحلة” من العلاقات مع روسيا.
ونقلت صحيفة “حرييت” عنه “قلنا لكن يمكننا شراء صواريخ باتريوت كذلك. لكن ستكون لدينا منظومة إس-400 أيضا”. وتحدّث إردوغان في مقابلة بوقت سابق عن تحسين العلاقات الثنائية بين تركيا وروسيا، مركّزاً على قضايا مثل الغاز الطبيعي والأعداد المتزايدة للسيّاح الروس القادمين إلى تركيا.
وأفاد إردوغان أن عرض شراء منظومة باتريوت بدلاً من “إس-400” يعد بمثابة “إهانة” لسيادة تركيا. وقال “لا نعتقد إطلاقًا أن ذلك أمر صحيح”. يهيمن التوتر على العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة على خلفية مسائل عدة بينها النزاع السوري لكنها تشهد توتراً على وجه الخصوص بعد شراء أنقرة منظومة “إس-400” من موسكو. ورغم التحذيرات المتكررة وخطر التعرّض لعقوبات بموجب “قانون مكافحة أعداء أميركا عبر العقوبات”، لم تتراجع تركيا عن الخطوة.
ويأتي هذا الإصرار على خلفية تعطيل سيناتور جمهوري بارز التقى رئيس تركيا رجب اردوغان أثناء زيارته واشنطن، قرارا في مجلس الشيوخ الاميركي يعترف بالإبادة الجماعية الأرمنية في تركيا العثمانية وذلك بعد أن تم تبنيه بأغلبية ساحقة في مجلس النواب في نهاية تشرين الاول/اكتوبر 2019.
وعطل السيناتور ليندسي غراهام محاولة أعضاء ديمقراطيين تبني هذا القرار عبر اجراء سريع في مجلس الشيوخ، وذلك بعد نحو ساعة فقط من لقائه ارودغان الاربعاء في البيت الابيض. وقال غراهام ان اعتراضه على الاجراء هدف الى “عدم تغيير التاريخ او اعادة كتابته، والتعامل مع الحاضر”.
وعارض هذا السيناتور المقرب من ترامب بشدة قرار سحب القوات الاميركية من شمال شرق سوريا. وقال كلاما لاذعا بحق تركيا بعد توغلها في هذه الاراضي السورية بعد قرار الانسحاب الاميركي.
ولا يزال من الممكن عرض القرار على التصويت عبر اجراء كلاسيكي من خلال رئيس الاغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل. لكن موقف غراهام أثار غضب الديمقراطيين. وقالت ممثلة الديمقراطيين كاترين كلارك في تغريدة “اذا كنت، يا ليندسي غراهام، لا يمكنك ادانة ابادة، فلاجل ماذا تكافح؟”.
وقال السيناتور الديمقراطي روبرت ميننديز الذي عرض الاجراء السريع أنه سيواصل “الكفاح حتى يعترف مجلس الشيوخ بهذه الواقعة التاريخية”.