فيما يلي نص بيان للكاثوليكوس آرام الأول كيشيشيان بخصوص الأحداث التي تشهدها لبنان هذه الأيام، حيث الشعب ينتفض مطالبا باصلاحات سياسية واقتصادية.
“لأول مرة في تاريخ لبنان نزل الشعب اللبناني بأكمله الى الشارع من دون أي تمييز ديني وطائفي وسياسي، وقدم بمطالبه بوضوح للدولة. كنا قد ذكرنا ونكرر أننا نشاطر غضب الشعب اللبناني ومطالبه المنتظرة.
أمام الأوضاع الراهنة، من الضروري أن يكون هناك موقف حكيم وواقعي. ان الكلام والخطوات المتسرعة والمحاولات لاستغلال الوضع السياسي لأهداف خاصة، قد تتسبب بتفاقم الوضع الراهن. على المسؤولين السياسيين الابتعاد من القاء اللوم على بعضهم. الأولوية الآن هي لتهدئة الشعب والقيام بخطوات عملية لتنفيذ مطالبه.
منذ اليوم الأول للثورة الشعبية أبدينا برأينا لإخراج البلد من الأزمة الاقتصادية، والآن نعيد ونكرر انه انطلاقا من الوضع الراهن بأوجهه المتعددة، وكون الحكومة الحالية مكونة من كل الطوائف السياسية والحزبية في لبنان، فمن الضروري ان تبقى الحكومة. لان استقالة الحكومة قد تؤدي الى الفراغ وتقود البلد نحو المجهول. من الضروري ان يتعهد كبار المسؤولين في كل اقسام الدولة بإعطاء الشعب وعدا علنيا ورسميا، بأنهم سيلجأون بخطوات عملية وسيقومون بالتغيير وبالإصلاح وبتحسين حياة الشعب.
في هذا الوعد العلني والرسمي والمسؤول، يجب أن يحدد سبل الحلول تجاه المعادلات الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية والطبابة والتعليمية وغيرها من الامور الملحة. في كل المجالات الاصلاح يجب تعيين وقت محدد لتنفيذ هذه الاصلاحات وذلك حسب اولوية كل واحد منها. من الضروري تنفيذ العملية الاصلاحية على مرحلتين: الاصلاحات الضرورية اولا ثم الاصلاحات التي تتطلب على وقت اكثر لإجرائها. من المهم ايضا ان تنفذ هذه الإصلاحات دون زيادة رسوم اقتصادية على الشعب. برأينا عند اجراء هذه الخطوات العملية والفعلية، ليس فقط يهدأ الشعب، بل يستعيد البلد عافيته، ويتطور بمنحة إيجابية، فيدخل في طور التقدم والازدهار”.