سيرج أزادي ساركيسيان من مواليد 30 يونيو/حزيران 1954، حكم رئيسا لأرمينيا بين الفترة 2008 – 2018 وحاليا يسعى لتولي منصب رئاسة الوزراء بعد ان انتقلت أرمينيا إلى النظام البرلماني بسبب التعديدلات الدستورية التي روج لها ساركيسيان نفسه..
فاز في الانتخابات الرئاسية الأرمنية في فبراير 2008 بدعم من الحزب الجمهوري الأرمني، الحزب الذي خدم فيه كعضو مجلس واستلم الرئاسة في أبريل 2008. أعيد انتخابه لولاية رئاسية ثانية مدتها خمس سنوات في 19 فبراير 2013 بعد حصوله على 58.64% من أصوات الناخبين في الجولة الأولى التي تنافس فيها سبعة مرشحين، ومرت الانتخابات دون أعمال عنف تذكر، وأقر المراقبون الدوليون أنها كانت جيدة التنظيم وسليمة، لكن تعوزها المنافسة.
فيديو هام:
السيرة الذاتية:
ولد في جمهورية آرتساخ المستقلة التي حررها الأرمن قبل عقدين تقريبا من قبضة آذربيجان والتي دافع عنها ساركيسيان بالسلاح قبل دخوله المعترك السياسي حتى توليه أعلى منصب في الجمهورية السوفياتية السابقة، أرمينيا.
من مواليد ستيباناكرت عاصمة آرتساخ، حين كانت جيبا مأهولاً بغالبية أرمنية في جمهورية أذربيجان الاشتراكية السوفياتية. انخرط في أواخر ثمانينات القرن الماضي في حرب التحرير.
أعلنت ناكورني كاراباخ استقلالها عن أذربيجان من جانب واحد في العام 1991، بعد نزاع مسلح خلف نحو 30 ألف قتيل. تسلم بسرعة رئاسة القوات الأرمنية الغاراباغية، وذاع صيته منذ ذلك الحين بأنه من الصقور في العلاقات المتوترة بين أرمينيا وأذربيجان.
وفي أثناء الحرب التي توقفت بتوقيع اتفاق وقف إطلاق نار في 1994، أصبح ساركيسيان مقرباً من روبيرت كوتشاريان الذي كان هو أيضاً من قادة الكفاح المسلح ثم رئيساً لأرمينيا، حتى أصبح من أقرب حلفائه.
بدأ صعود نجم ساركيسيان في 1993 عندما عينه الرئيس في تلك الآونة ليفون دير بيدروسيان وزيراً للدفاع. في العام 2000 تسلم وزارة الدفاع مرة أخرى ثم حل مكان رئيس الوزراء آنترانيك ماركارايان بعد وفاته في مارس 2007.
انتخب ساركيسيان في 2008 وهو في الثالثة والخمسين رئيساً لهذا البلد الصغير بحجمه والكبير بآماله وطموحاته الواقع في جنوب القوقاز، في اقتراع مثير للجدل تخللته مواجهات دامية.
أصدر عفواً عن عدد من المعارضين المدانين بتعكير صفو الأمن العام بعد تظاهرات عنيفة نظمت احتجاجاً على فوزه في الانتخابات الرئاسية في العام 2008. وأسفرت تلك الصدامات عن سقوط عشرة قتلى.
ولسخرية القدر كان ليفون دير بيدروسيان (الرئيس الأول لأرمينيا بعد الإستقلال) خصمه في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 2008 وانتقل إلى المعارضة بعد فشله الانتخابي.
تابع ساركيسيان صعوده إلى أعلى هرمية السلطة بتوليه مناصب رئيسية مختلفة في الحكومة الأرمنية وخصوصاً حقيبتي الداخلية والدفاع.
بعد ذلك اختاره رفيقه السابق في الكفاح المسلح روبيرت كوتشاريان الذي أصبح رئيساً، ليكون حليفه، ثم دعم الشعب الأرمني ذلك الخيار وانتخبه رئيساً بغالبية الأصوات في الانتخابات الرئاسية التي جرت في العام 2008.
بعد أن واجه حركة احتجاج كبيرة على نظامه نجح ساركيسيان في تهدئة الأوضاع من خلال اقتراحه على المعارضين التعاون مع السلطات وسماحه اعتباراً من العام 2011 بتظاهرات المعارضة التي فقدت شيئاً فشيئاً من حجمها.
ربما كان أكثر الصعوبات التي واجهها ساركيسيان أثناء توليه الرئاسة الأزمة المالية العالمية التي أثرت سلبا على إقتصاد أرمينيا كما إقتصادات العديد من دول العالم. ولكن الأزمة الأكبر بالنسبة لساركيسيان كانت المعارضة الشديدة التي تلقاها من أرمن الشتات حين قرر الإقدام على خطوة تطبيع العلاقات مع الجارة تركيا بهدف تحسين الإقتصاد الأرمني المحاصر من قبل تركيا وآذربيجان.
بروتوكولات التطبيع التي وقعت بين تركيا وأرمينيا في فترة ولاية ساركيسيان بقيت حبرا على الورق بانتظار موافقة برلماني البلدين وهو ما لم يحصل أبدا حتى الآن ويبدو أنه لن يحصل في المستقبل على الأقل من الجانب الأرمني الذي أعلن وزير خارجيته إدوارد نالبانديان نهاية العام 2017 رسميا تخلي يريفان عن هذه البروتوكولات بسبب إصرار أنقرة على ربطها مع نزاع كاراباخ.. وربما واحدة من أهم اسباب عدم التقدم في مشروع المصالحة مع الجار العدو كان الضغوط التي واجهها ساركيسيان من أرمن الشتات واللوبيات في الخارج رغم أنه أعلن مرار أن تطبيع العلاقات لا يعني التخلي عن القضية.
في مايو 2012 عزز ساركيسيان موقعه بعد الفوز الكاسح الذي حققه حزبه الجمهوري في الانتخابات التشريعية بحصوله على 69 مقعداً من أصل مقاعد البرلمان الـ 131.
أعلن في 2012 قراره خوض الانتخابات لولاية رئاسية ثانية وكان فوره مرجحا جدا وهو ما حدث فعلا. وقال ساركيسيان لناخبيه: “إلى الأمام، نحو أرمينيا غنية”، مؤكداً لهم أنهم سيتمكنون من رؤية الازدهار الموعود في القريب العاجل.
على غرار العديد من قادة الجمهوريات السوفياتية السابقة كانت بدايات ساركيسيان السياسية في حركات الشبيبة (كومسومول) في الاتحاد السوفياتي السابق.
في النصف الأول من 2018 انتهت ولاية ساركيسيان الثانية كرئيس لجمهورية أرمينيا والتي بحسب دستورها لا يحق له الترشح لولاية ثالثة.. ولكن على كل حال لم يعد منصب رئاسة الجمهورية في أرمينيا ذلك المنصب الذي يتحكم بالقرار السياسي والاقتصادي في بلد المليون ونصف المليون شهيد.. فقد انتقلت أرمينيا إلى النظام البرلماني ومن الأن فصاعدا معظم صلاحيات الرئيس سيقوم بها رئيس الوزراء والذي كان يشغل منصبه أثناء فترة حكم ساركيسيان السيد كارين كاربيديان.. واليوم يتضح أن سيرج ساركيسيان يرغب التربع على حكم أرمينيا عبر استلامه منصب رئاسة الوزراء. فهل يتحقق له ذلك؟
بقي أن نذكر أن ساركيسيان متأهل وأب لولدين.