ننقل لكم هذا الحوار من موقع أخبار اليوم التي أجرت هذا اللقاء مع ملكة جمال مصر الأرمنية الأصل “ماري منصور”.
منذ قديم الأزل، قدم الأرمن إلى مصر وعاشوا بها وانصهروا في نسيج المجتمع المصري، وفي الماضي القريب، جلبتهم المذابح التركية للأرمن عام 1915 إلى مصر، ليستقروا بها هربًا من تلك المذابح العرقية، التي مورست ضدهم في قبل أكثر من قرنٍ من الزمن.
وجد الأرمن في مصر خير ملاذٍ، وحسن ضيافةٍ من شعبها، حتى صاروا جزءًا لا يتجزأ من هذا الوطن، الذي عاشر أجناسًا وأجناسًا منذ فجر التاريخ، وإلى يومنا هذا.
ومن بين الأرمن المصريين، الذين نشأوا في مصر وتربوا في أراضيها، كانت فتاة تُدعى “ماري منصور”، كانت في عام 2014 ملكة جمال مصر، البلد الأم التي احتضنت الأرمن أبناءً لها لا يختلفون بأي حالٍ من الأحوال عن سائر المصريين.
هاتفتنا ماري منصور، وأجرينا معها هذا الحوار، لتحكي لنا بعضًا من قصتها في هذا الوطن كمصرية أرمينية.
هل توجد ملكة جمال لمصر أرمينية قبلك؟
أنا لست متأكدة من المعلومة، لكن على ما أعتقد فأنا أول أرمينية تحصل على اللقب، وأول امرأة تحوز التتويج من الجاليات المصرية كانت يونانية.
هل وُلدت في مصر أم في دولة أخرى؟
وُلدت في مصر في مدينة الإسكندرية.
هل سبق لكِ أن زرتِ أرمينيا؟
قمت بزيارتها مرة واحدة سنة 2015، خلال دورة الألعاب الأولمبية الخاصة بالأرمن وإن شاء الله هذا العام سأقوم بزيارتها مرةً أخرى لنفس الغرض.
هل هناك طقوس عائلية أرمينية تتمسك بها أسرتكِ والأرمن بشكل عموم في مصر؟
نحن متمسكون بأن كل الجيل الجديد يلتحق دراسيًا بالمدرسة الأرمنية، ونتعبد أيضًا في الكنيسة الخاصة بنا، ونمارس الرياضات في النوادي الخاصة بنا، بالإضافة إلى إقامة معسكرات ومخيمات في بعض الأوقات.
ماذا تمثل لكِ أرمينيا؟
أرمينيا هي بيتي الثاني وبلدي الثانية، أما مصر فهي بيتي الأول الذي نشأت فيه، وقد ترعرت هنا.
باعتبار أنكِ من محبي كرة القدم، ومن مشجعي نادي الأهلي، نفترض أن مصر وأرمينيا صعدا لكأس العالم، ووقعا في مجموعة واحدة.. من ستشجعين في هذه المباراة؟
هو استحالة يحدث كرويًا في رأيي، ولكن وقتها إن حدث سأشجع اللعبة الحلوة، وسأكون محايدة، سأشاهد المباراة، وأيًا كان المنتصر سأكون سعيدة وقتها.
ننتقل بالحديث عن تركيا.. بالطبع تعلمين عن مذابح الأتراك بحق الأرمن عام 1915.. هل لكِ أجدادٌ عاصروا تلك المذبحة، وحكوا لكِ عنها؟
جد والدتي هو من عاصر تلك المذابح، وجدي توفى وأنا صغيرة، فلم أسمع منه قصص عن تلك المذابح، لكن خالي ووالدتي دائمًا ما حكوا لي عن تلك المذابح، وخالي هو مخرج مسرحي اسمه فارت فهرام، دائمًا ما تحدث في لقاءات تلفزيونية عن المذابح ضد الأرمن.
تشتهر أرمينيا بجبل أرارات الموجود على الحدود مع تركيا.. هل حينما ذهبتِ إلى أرمينيا زرتِ هذا الجبل؟
رأيناه من بعيد، لكن لا يمكن أن نذهب إليه، فتركيا هناك تحتل هذه الأرض، فلم يكن بالإمكان الذهاب إليه.
كم يبلغ عدد الأرمن في الإسكندرية وفي مصر بشكل عموم؟ هل لديكِ أي معلومة عن الأعداد؟
حاليًا يصعب الحصر خلاف الماضي، بسبب سفر أشخاص كثيرين خارج مصر، ويبلغ عدد الأرمن في الإسكندرية حاليًا من ألفين غلى ثلاثة آلاف، والأعداد في القاهرة أكثر من ذلك العدد.
ما هو أكثر مكان في الإسكندرية وفي مصر مقربٌ منكِ؟
نادي هومنتمن الرياضي الأرمني الخاص بكرة السلة في الإسكندرية.