تسابق جمهورية أرمينيا الزمن وهى تستعد للاحتفال فى الرابع والعشرون من أبريل المقبل بإحياء الذكرى المئوية لمذبحة العثمانيين ضد الأرمن التى راح ضحيتها نحو مليون ونصف مليون شخص برىء بخلاف الأعداد الضخمة من المصابين والمشردين، من جراء الإبادة الجماعية ضد أناس عاشوا بسلام فى أراضيهم ولم يقترفوا جرما فى حياتهم سوى أنهم دافعوا عن أرضهم.
لقد نجح الشعب الأرمني على مر تاريخه بعد نكبة الإبادة فى حفظ تفاصيل المجزرة البشعة التى ارتكبها الجنود العثمانيون على مدى سنوات مارسوا خلالها أقسى أنواع الظلم على الشعب الأرمني، الذى حافظ عبر الوثائق والأدلة المتعددة على تفاصيل المذبحة واستطاع الحصول على قرار دولى مهم فى 1946 تحت اسم «اتفاقية الامم المتحدة الخاصة بعدم تقادم جرائم الحرب والجرائم المرتكبة ضد الانسانية». ثم تلاه إصدار العهد الدولى للحقوق المدنية و السياسية للأمم المتحدة فى ديسمبر 1966، والذى يولى أهمية كبيرة للتعاون الدولى لمكافحة تلك الجريمة ويرفض الإفلات من العقاب لكل أفعالها الوحشية مع عدم سقوط العقوبة بالتقادم.
وتمثلت أفعال الإبادة المخططة ضد الشعب الأرمني التى ارتكبتها الأمبراطورية العثمانية والأنظمة المختلفة فى تركيا بين الأعوام 1894 و1923، فى المجازر الجماعية لإفناء الأرمن وممارسة سياسة التطهير العرقى ضدهم وتدمير تراثهم الثقافى. ثم سعى الأتراك الحثيث لإنكار ارتكاب الجريمة، والتهرب من المسئولية، وهو ما يعتبره الأرمن محاولات تركية بائسة لتبرير الجرائم المرتكبة ، والتشجيع على ارتكاب إبادات جماعية أخري.
ومع اقتراب موعد النكبة، تسابق حكومة يريفان والأرمن الزمن للحصول على اعترافات الدول المختلفة بأكبر ماّساة إنسانية عرفها التاريخ البشرى وتهجير قسري.
ولا يزال الشعب الأرمني وكل جالياته فى الشتات يتنفسون حزنا على ضحاياهم، حتى إن أشهر آلة موسيقية لديهم وهى «الدودوك» تشبه الناى عندنا فى مصر وتبعث صوتا حزينا و شجنا لدى المستمع، فحتى موسيقاهم تتنفس حزنا.
بقلم: محمد أمين المصري | نقلا عن الإهرام المصرية