يقود سوء الطالع للبشر بهائم يصبحون بين ليلة وضحاها اصحاب النهي والامر فيأتون بأمور لا يأتي بها أحد ويتسببون بكوارث لا يتسبب بها أحد.
محرك بحث جوجل الجبار اتى لي بصور ارث الملّا عمر الذي ستشكره البشرية عليه وهو تدمير تمثال بوذا بمعية جماعته طالبان إثنان وبأمر منه شخصاً فأضاع بلفتته الكارثية كنزاً عالميا لا يقدر بثمن…كان من الممكن استثماره في السياحة ليدرّ المليارات الى خزينة هذا البلد المنكوب افغانستان الذي يعيش كل اهله دون افقر خط فقر في العالم.
ومحرك جوجل الجبار احضر لي ايضاً واجهة معبد بيل في تدمر قبل ان يتم تدميرها وتدمير المعبد المتعلق بها بالديناميت بتوصية من امير المؤمنين البغدادي صاحب الساعة الروليكس هذه التوصية التي ستشكره عليها البشرية ككل، لأن لفتته الكارثية اضاعت ايضاً كنزاً عالمياً لا يقدر بثمن…كان من الممكن استثماره في سوريا ليدرّ المليارات الى خزينة هذا البلد المنكوب ايضاً والذي يعيش اهله ومنذ 8 سنوات بطريقة لا يعلمها إلّا الله.
ومحرك جوجل الجبار احضر لي ايضاً صورة كنيسة المخلّص في مدينة آني المدمرة وهي العاصمة القديمة لأرمينيا والمخلص هو لقب يخصّ السيد المسيح ولهذه الكنيسة قصة طريفة حيث انه في مدينة آني الف وواحد كنيسة وليس في الامر اي مبالغة لقد كان في عاصمة ارمينيا القديمة 1001 كنيسة بقي منها نصف كنيسة وتم تدمير الف ونصف كنيسة وتسويتها بالارض من قبل طالبان الدولة العثمانية ودواعشها بعيد العام 1915 لأن لاتحاد والترقي وخلفاؤهم من بعدهم ارادوا ليس مسح الارمن فقط…بل وكل ما يذكّر بهم…فتم استخدام كميات هائلة من الديناميت نسفت بها كل الكنائس فسقطت جميعها ومسحت بالارض إلا كنيسة المخلّص التي تعتبر اسطورة او تحفة معمارية لأن سقفها هو قبّتها فقط وقد سقط نصف الكنيسة ونصف جدرانها ونصف قبتها ورفضت ان تسقط كلها…والسؤال الآن من هو هذا المجنون الذي يأمر بهدم ألف ونصف كنيسة ؟؟؟ !!! من هوصاحب هذه اللفته التاريخية وعلى أي فقه أو شرع إعتمد ؟؟؟ !!! ألم تضع هذه اللفته الكارثية ايضاً كنزاً عالمياً لا يقدر بثمن…كان من الممكن استثماره ليدرّ المليارات على الاقل من واردات السياحة المتأتية من روادها الارمن الأصحاب الحقيقيين لهذه الاوابد التاريخية.
أليس هو نفس الفقه ونفس الشرع الذي اعتمد عليه في افغانستان ومدينة تدمر في وسط سوريا وآني عاصمة أرمينيا القديمة ؟؟؟ !!!
كان هتلر يعتقد انه سيأتي يوم وتزدحم الارض فيه بالبشر وهذا يفرض ان تكون للحياة على هذه الارض اولوية لا يصل اليها اصحاب الفكر الغث وكان محقاً.
وإذا كان ستالين لا يحب هتلر ووعد الجنود الروس بمكافأة لا تخطر على البال اذا استطاع احدهم القبض على هتلر حياً فاختار هتلر ان يموت ويقبض الجنود على جثته متفحمة دون ان يعرفوا ان كانت هذه الجثة المتفحمة تعود لهتلر ام لجندي روسي ؟؟؟ !!!
ولأن الارض مبتلية دوماً بالمجانين فلقد فعل ستالين بالاضافة الى كل ما فعله في السابق وغير التسبب بدمار الاتحاد السوفياتي كله وقتل 22 مليون جندي سوفياتي الأمر الآتي:
طلب خارطة الاتحاد السوفياتي فأتوا له بها…فسلخ اقليم ارتساخ – ناغورنو قره باخ وفيه نصف مليون ارمني سلخه من ارمينيا الأم وضمّه لأذربيجان فأوقع ارمينيا واذربيجان في البلاء الذي وقعا فيه ولا زالتا واقعتين فيه حتى اليوم… سلخ اقليم ناخيتشفان الواقع في غرب ارمينيا الحالية ووهبه لأذربيجان ومن اجل الوصول اليه سلخ ايضاً ممر جبلي ضيق في الجنوب يوصل اذربيجان بناخيتشفان وارسل معظم سكان ناخيتشفان ” وهو اقليم معناه الحرفي الاراضي الواقعة في بدايات الجهة اليمنى لما بعد ولاية فان…وهو اقليم سماه العرب في كتبهم “بلاد النخجوان”
ارسلهم في قسمين القسم الأول الى منطقة جزر ساخالين وهي على حدود اليابان فمات الارمن هناك من الجوع لأن الاراضي ضيقة وصخرية ومالحة ولا يمكن زراعتها وهم لا يعرفون صيد السمك من البحر.
والقسم الثاني ارسلهم الى سيبيريا فماتوا هناك ليس من الجوع فقط بل من الجوع والبرد.
وحدث ان ذهب بعض الارمن من ارمينيا الحالية وبعد سقوط الاتحاد السوفياتي لرؤية اقليم ناخيتشفان وما صارت عليه حاله فوجدوا ان كل ما فيه تحول الى سراب ويباس ويباب ورأوا سيارات الزيل والكراز المحملة بالجنود الأذريين والتي كانت ولا زالت مستخدمة في كل جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق المسلحين بالمطارق الكبيرة يتناوبون على تدمير الكنائس والاديرة والمقابر والصلبان الحجرية وهنا كارثة الكوارث…فلقد جرت العادة لدى الارمن ان يبنوا قبورهم قبل شعورهم بدنو آجالهم بفترة كافية فيعمد المقتدر الى الاتفاق مع نحّات أو اكثر لينحت له شاهدة قبره، وكان هذ العمل يأخذ سنين طويلة ويحدث ان يتوفى صاحب الشاهدة والشاهدة لم تنته بعد، وتعد هذه الشواهد بمئات الالوف وتمتد من ارمينيا الغربية المحتلة واراضي ارمينيا الحالية والى جورجيا واذربيجان وقد اقترحت اليونيسكو على الدول التي تتواجد فيها هذه الشواهد ان يتم ترقيمها وتسجيلها في اليونيسكو على انها ارث انساني تاريخي يجب المحافظة عليه…هذه الشواهد وكما تشير تسميتها الارمنية هي صلبان حجرية كبيرة تتوضع في اطارات من الزخارف الاخرى كالاقواس والتيجان وعناقيد العنب ولهذه الزخارف قيمة اثرية وقيمة مادية لا تقدر بثمن باشر العرب في تدميرها اثناء الفتوحات بإعتبارها صلبان والصليب شرك وجاء بعدهم من جاء من الصفويين وقد تحولوا الى الاسلامية فحملوا المطارق من جديد وبعدهم جحافل هولاكو وجنكيز خان وتيمور لنك الأعرج الذي وصل المنطة لينتقم من قتلة الامام علي وابناءه فدمر جزء آخر من هذه الصلبان الحجرية ووقع الارمن بعد ذلك في براثن الاحتلال العثماني فساهم هؤلاء بتدمير جزء آخر وخاصة الشواهد الواقعة في ارمينيا الغربية المحتلة والمدن التي كانت الغالبية العددية فيها للأرمن، وكان يتفتت قلب كل ارمني بعد ان تتفتت شاهدة تنالها مطارق الغدر خاصة وانه من المستحيل وجود شاهدة مثل الاخرى لأن النحت كان باليد وليس بالالة ويعتمد على مخيلة النحات الذي لا يستطيع بشكل من الاشكال ان ينحت شاهدة تماثل غيرها.
ومن اجمل القصص التي سمعتها عن الصلبان الحجرية في ارمينيا انه كانت هناك شاهدة في ايام الفتوحات العربية نحتها مجموعة من النحاتين الارمن بناء على طلب ملك يمكن للناظر اليها من بعيد ان يرى صليب ضخم يتوسط الشاهدة فاذا اقترب الناظر اكثر فإنه يرى الصليب عينه ولكن عليه المسيح المصلوب واكليل الشوك على رأسه حتى اذا اقترب الناظر اكثر فأكثر تحولت الشاهدة الى صلبان صغيرة…وقيل انه تم تحطيم هذه الشاهدة من قبل العرب وتحولت الى فتات لأن الذي أمر بتحطيم هذه الشاهدة قال انه لا يريد ان يظهر منها صليب واحد.
“لعن الله اليهود الذين زرعوا العداوة بين المسلمين والمسيحين، والمسيحيين لا علاقة لهم لا بالعير ولا بالنفير ولم يسمعوا بالدعوة الاسلامية ولا كذّبوها وكانوا في الحجاز قلة قليلة لا وزن لها ولا تأثير ولم يغزوا المسلمين ولا فتحوا بلادهم ولم يسمعوا بهم حتى يحاربوهم…وكانت المفاجأة الصاعقة انهم اكتشفوا ان هذه العداوة ليست قيل عن قال بل موجودة ومتأصلة في الكتب وهم أي المسيحيين لا يعرفون عنها شيء”
ظنّ الارمن ان الصلبان الحجرية الارمنية في النخجوان قد نجت من المطارق الى ان علموا ان سيارات الزيل والكراز الاذرية وحمولتها من الجنود الاذريين المسلحين بالمطارق كادوا ان يأتوا على نصف هذه الصلبان فتم محاصرة هؤلاء وقتلهم وتم اغلاق المعبر الموصل للنخجوان من اذربيجان والارمن اليوم وقعوا في مصيبة خسارة نصف هذا الارث التاريخي الذي لا يقدر بثمن.
ولا زال هتلر بالرغم من وفاته يعتقد انه سيأتي يوم وتزدحم الارض فيه بالبشر وهذا يفرض ان تكون للحياة على هذه الارض اولوية لا يصل اليها اصحاب الفكر الغث الذين كانت ولا زالت اعمالهم تدلل عليهم، واذا نظرنا الى ما حدث في سوريا والعراق ودول كثيرة اخرى مللنا من ذكرها نجد ان هتلر كان ولا زال محقاً في اعتقاده.
آرا سوفاليان
كاتب انساني وباحث في الشأن الارمني
16 / 12 / 2018