لطالما كانت العلاقات بين أرمينيا وألمانيا مستقرة ومتينة، حيث تواصل الدولتان منذ عقود على الحفاظ على نوع من الأستقرار في علاقاتهما الثنائية على الرغم من كون أرمينيا ميالة أكثر للحضن الروسي منها للغربي، خاصة قبل الثورة المخملية، مع العلم أن علاقات أرمينيا مع الغرب لم تتجه يوما للعداء بل كانت دائمة تسودها الود والصداقة وإن كانت لا تأخذ طابع التحالفية أو الاستراتيجية على غرار علاقات يريفان بموسكو.
خلال السنوات الأخيرة شهدت العلاقات بين أرمينيا والغرب تحسن كبير خاصة مع أوروبا ولاسيما دولها الكبرى كفرنسا وألمانيا حيث قامت الأخيرة بالاعتراف بالإبادة الجماعية الأرمنية سنة 2005 خلال فترة حكم التحالف الاشتراكي الأخضر بقيادة المستشار جيرهارد شرودر. وبالرغم من أن الاعتراف الألماني آنذاك دعا تركيا إلى قبول “مسؤوليتها التاريخية”، إلا أن الحكومة الألمانية رفضت استخدام كلمة “إبادة” وهو ما اعتره الأرمن وقت ذاك إعترافا ناقصا.
وفي العام 2015 تجدد النقاش في الهيئات التشريعية الألمانية حول ضرورة الإعتراف الرسمي بالإبادة الجماعية الأرمنية وهو ما حدث بالفعل في يونيو/حزيران من العام التالي 2016 وهذه المرة باستخدام كلمة إبادة وإدانت تركيا علنا.
أكثر من ذلك.. العلاقات بين البلدين أصبحت تتجه للمزيد من التعاون وفي مجالات مختلفة. فقد اعلنت ألمانيا مرارا نيتها التعاون مع أرمينيا خاصة في مجال تكنولجيا المعلومات كما قام مسؤلون ألمان بزيارت منعاقبة إلى أرمينيا خلال الأشهر والسنوات القليلة الماضية. كما تم ربط الجنود الأرمن بالوحدات الألمانية خلال انتشارهم في أفغانستان ضمن البعثة الأطلسية المعنية بالحفاظ على الأمن في تلك البلاد حيث يشارك الجنود الأرمن أيضا في هذه المهمة.