بعنوان “هذا البلد لا يريد أن يغادره اللاجئون السوريون”، نشر موقع “ميدل إيست آي” مقالاً أشار فيه الى أنّه منذ بداية الحرب في سوريا، وجد الآلاف مأوى في أرمينيا، موطن أجدادهم.
فقد تطرّق التقرير الى السوريين الذين لهم أصول أرمنية، وبدلاً من اختيار دول أوروبية للجوء إليها، عادوا الى بلد أجدادهم، ومنهم الشاب سيفاك بغداسيريان البالغ من العمر 26 عامًا، والحاصل على شهادة في المحاسبة، فقد كان على وشك الانضمام إلى الخدمة العسكرية عندما اندلعت الحرب في سوريا، فلجأ إلى أرمينيا، وليس إلى ألمانيا، حيث يدرك أنه سيكون بأمان.
وأشار التقرير إلى أنّه منذ العام 2011، اتبع الآلاف من السوريين خطوات هذا الشاب، ووفقًا للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين، تعد أرمينيا ثالث أكبر دولة مضيفة للاجئين في أوروبا، مع وجود خمسة لاجئين لكل 1000 نسمة.
وفي أعقاب وصول اللاجئين، أنشأ الأرمن العديد من المؤسسات غير الربحية لتوفير كل شيء من الغذاء إلى التدريب المهني. وبعد ذلك، سُمح للأطفال السوريين بالانضمام إلى مدارس أرمينيا العامة وأنشئ نظام سريع يتيح للاجئين التقدم بطلب للحصول على الجنسية.
واليوم، تقدّر المفوضية السامية لشؤون اللاجئين أن هناك ما يقارب الـ 15000 سوري في أرمينيا، ومعظمهم مندمج إلى حد كبير في النسيج الاجتماعي للبلد وقد أدى وجودهم إلى القيام بالكثير لإحياء العاصمة يريفان.
وأصبحت المدينة موطنًا لعدد لا يحصى من الشركات المملوكة من سوريين، من ناد ليلي عصري إلى مطاعم شعبية تقدم الأطباق العربية للسكان المحليي الذين يبحثون عن بديل للطعام على الطريقة الروسية، كذلك هناك سوق تحت الأرض مخصص للحرفيين السوريين المتخصصين في الملابس والمجوهرات الراقية. وفي المقابل، أعلن بنك التنمية الآسيوي أنّ ثلث الأرمن يعيشون تحت خط الفقر.
وقد دفع الحث الروسي لبدء العودة “الطوعية” للاجئين العديد من السوريين في المنطقة إلى النظر في هذا الخيار. لكن في أرمينيا، استبعد معظم اللاجئين العودة، كذلك فإنّ أرمينيا لا تريدهم أن يرحلوا، فعلى عكس لبنان أو الأردن، اللذين غالباً ما يشيران إلى اللاجئين كعبء اقتصادي، ترى حكومة أرمينيا أنّ وجودهم هو فرصة لتقليص عجز الهجرة وتوليد فرص العمل.