استقبل الرئيس اللبناني ميشال عون رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان في قصر بعبدا، بعيد وصول المسؤول الضيف الى مطار رفيق الحريري الدولي، في زيارة تستمر يومين. وبعدما عرض الرئيس باشينيان ثلة من لواء الحرس الجمهوري ادت له التحية، صافحه الرئيس عون وعقدا محادثات ضمت عن الجانب الارمني: وزير الخارجية زوهراب مناتساكانيان، وسفير أرمينيا في لبنان صامويل مكرديتشيان، وعضو البرلمان الارمني الن سيمونيان، والمستشار الرئيسي لرئيس الوزراء ارسين كاسباريان، ورئيس مكتب نائب رئيس الوزراء سيرج فاراك سيسريان، ومديرة العلاقات الخارجية في مكتب رئيس الحكومة السيدة تسوفينار همبارتزوميان. وحضر عن الجانب اللبناني: المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير، والمستشار العسكري لرئيس الجمهورية العميد بول مطر، ورئيس مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا، والمستشار في وزارة الخارجية اسامة خشاب.
في مستهل اللقاء، رحب الرئيس عون برئيس وزراء ارمينيا، مهنئاً بنجاح القمة الفرانكوفونية التي عقدت في يريفان الاسبوع الماضي، شاكراً الحفاوة التي لقيها واعضاء الوفد اللبناني المرافق خلال وجودهم في هذه القمة “التي اكدت قراراتها وتوصياتها على اهمية العلاقات بين الدول الفرانكوفونية وضرورة تطويرها.” واشاد الرئيس عون بالعلاقات الثنائية بين البلدين، مقدراً مساهمة ارمينيا في قوة “اليونيفيل” في الجنوب، مشدداً على الدور الفاعل الذي يلعبه الارمن اللبنانيون في الحياة السياسية والاقتصادية في بلدهم، لا سيما وانهم يشكلون جسر تواصل مع ارمينيا.
وركّز رئيس الجمهورية اللبنانية على تشابه المعاناة التي عاشها الشعب الارمني نتيجة المجزرة التي ارتكبت بحقه، والمجاعة التي لحقت بالشعب اللبناني نتيجة الحصار الذي فرض على لبنان، لافتاً الى ان الفاعل واحد.
وتطرّق عون الى اهمية الاتفاقات المعقودة بين لبنان وارمينيا، داعياً الى انجاز تلك التي تم تحضيرها ولم توقّع بعد. ثم عرض لمبادرة لبنان انشاء “اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار” التي سبق ان اطلع عليها الرئيسي باشينيان خلال وجوده في نيويورك، متمنياً ان تكون ارمينيا في طليعة الدول الموقعة على اقامة هذه الاكاديمية بعد انجاز الاتفاقية الخاصة بها.
اما رئيس وزراء ارمينيا، فشكر الرئيس عون على استقباله وعلى حضوره القمة الفرانكوفونية في يريفان، مركّزاً على اهمية الدور الذي يلعبه لبنان في المنظمة الفرانكوفونية. وشدد الرئيس باشينيان على تعزيز العلاقات الثنائية، لا سيما في المجال الاقتصادي، متطلعاً الى المزيد من التنسيق بين الوزارات المعنية في البلدين.
وعبّر رئيس وزراء ارمينيا عن دعم بلاده لقرار لبنان انشاء “اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار” التي ستفسح المجال امام المزيد من الحوار بين الحضارات والاديان والثقافات. وقال ان بلاده ستواصل العمل ضمن “اليونيفيل” للمحافظة على الامن والاستقرار في الجنوب، مشيراً الى ان وزير الدفاع الارمني سيزور قوات بلاده على الحدود اللبنانية، لتأكيد هذا الدعم. وبعدما اشار الرئيس باشينيان الى القواسم المشتركة بين الشعبين اللبناني والارميني والعلاقات الراسخة بينهما، اعرب عن امله في ان تعقد اللجنة المشتركة اللبنانية- الارمينية اجتماعاً في وقت قريب لدراسة المواضيع المشتركة واتخاذ القرارات المناسبة في شأنها.
ثم كانت جولة افق في اوضاع المنطقة والتطورات الاخيرة. وبعد انتهاء اللقاء، دوّن الرئيس باشينيان كلمة في سجل التشريفات في قصر بعبدا، عبّر فيها عن سعادته لزيارة لبنان، منوّهاً خصوصاً بدور الرئيس عون وبالعلاقات الثنائية.