وصف رئيس الكيان التركي رجب طيب أردوغان تدهور عملة بلاده بأنه “مؤامرة سياسية”وسط الخلاف المتزايد مع الولايات المتحدة، وقال إن بلاده ستبحث عن أسواق جديدة وحلفاء جدد، مطالبا شركات بلاده بالمساعدة في مواجهة الوضع الاقتصادي الصعب وحذرها من الإفلاس. وقال اردوغان مساء الأحد (12 أغسطس/ آب 2018) إنه ليس من واجب الحكومة وحدها المحافظة على حياة الأمة “بل من واجب الصناع والتجار أيضا”، وحذر الشركات من إشهار إفلاسها وقال: “إذا فعلتم ذلك فإنكم ترتكبون خطأ”.
وطالب اردوغان شركات الصناعة بعدم شراء عملات أجنبية، محذرا من أن ذلك يمكن أن يضع المصارف التركية تحت مزيد من الضغط. وكان أردوغان قد اتهم الولايات المتحدة في وقت سابق بأنها تخوض حربا اقتصادية ضد بلاده.
ووصف أردوغان إجراءات الولايات المتحدة الأخيرة ضد بلاده بأنها “حرب اقتصادية”. وقال اردوغان في كلمة أمام أعضاء حزبه في مدينة طرابزون على البحر الأسود “هدف هذه العملية هو استسلام تركيا في جميع المجالات من المالية وصولا الى السياسية. ونحن نواجه مرة أخرى مؤامرة سياسية. وبإذن الله سنتغلب عليها”، مؤكداً أنه إذا ضحت الولايات المتحدة بعلاقاتها مع تركيا فإن بلاده سترد بالبحث عن “أسواق جديدة، وشراكات جديدة وحلفاء جدد”.
وأكد الرئيس التركي أردوغان أن المستوى الحالي لليرة وتقلبات سعر الصرف لا يمكن تفسيرها تفسيرا منطقيا، وإن هبوط العملة في الآونة الأخيرة يظهر مخططا ضد تركيا. وجدد أردوغان مناشدته للأتراك لليوم الثالث على التوالي، بيع اليورو والدولار لدعم الليرة.
وهبطت الليرة التركية إلى مستوى قياسي جديد عند 7.24 ليرة للدولار في التعاملات المبكرة في آسيا والمحيط الهادي، مع استمرار الضغوط على العملة بفعل مخاوف المستثمرين المتعلقة بحالة الاقتصاد وتدهور العلاقات مع الولايات المتحدة.
وفقدت الليرة نحو 40 بالمائة من قيمتها منذ بداية العام، وهو ما يرجع بشكل كبير إلى تدابير تركيا في نهج سياسة نقدية مستقلة بالحفاظ على خفض أسعار الفائدة في مواجهة ارتفاع التضخم .
وكشف أردوغان أن الولايات المتحدة كانت قد أمهلت تركيا حتى الأربعاء الماضي للإفراج عن قس أمريكي تجري محاكمته في تركيا. وتعد قضية القس أندرو برانسون واحدة من عدة خلافات تسببت في تدهور العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة العضوين في حلف شمال الأطلسي. وكشف أردوغان عن تفاصيل مفاوضات جرت الأسبوع الماضي بين البلدين قائلا إن واشنطن هددت بفرض عقوبات على تركيا إذا رفضت إطلاق سراح القس.