الجريح حسام محمد مرهج قضى نصف ساعة في ثلاجة الموتى بعد إصابته بثلاثة ألغام في بلدة كسب الأرمنية التاريخية شمال غرب سوريا بالقرب من الحدود مع الكيان التركي.
يروي حسام محمد مرهج كيف بعد القيام بتحرير بلدة كسب قام مع أصدقائه بمحاولة جلب الشهداء وأثناء تلك العملية وجدوا انفسهم في حقل الغام حيث انفجرت أولى الألغام لترمي حسام أكثر داخل الحقل.. بعد حين ينفجر لغم ثالث ويفقد حسام بصره بالكامل.
يأتي اثنان من الشباب أصدقائه ليساعدوه فينفجر لغم ثالث يؤدي إلى قص أرجل هؤلاء الشباب الذين يزحفون نحو خارج الحقل بينما يبقى حسام جثة على الأرض ضمن الحقل لا أحد يقترب منه ظنا أنه ميت وخوفا من انفجار مزيد من الألغام.
تأتي مجموعة ثالثة من المقاتلين بينهم سيدة أرمنية اسمها “سيفان” تقترح عليهم إحضار قطعة حديد وربطها بحبل ورميها عدة مرات على حسام ريثما تعلق بثيابه فيتم إنتشاله من حقل الألغام.
تنجح فكرة المقاتلة الأرمنية ويتم نقل حسام بالفعل إلى المشفى حيث يوضع في الثلاجة مع بقية الشهداء. وعندما يأتي الطبيب الشرعي ليكشف على الموتى يلاحظ أن حسام ما يزال قلبه ينبض فيأمر بإعادته إلى العناية المشددة.
حسام بقى فاقدا للوعي مدة شهرين قبل أن يبدأ بالتعافي.. والفضل في إنقاذ حياته يعود للسيدة المقاتلة الأرمنية “سيفان” من بلدة كسب الأرمنية التاريخية.