وجه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس تحذيراً إلى الحكومة الأرمنية الجديدة، بعدما اطلقت الأخيرة حملة لمكافحة الفساد، تستهدف خصوصاً مقربين من الحكومة السابقة الموالية لموسكو حسب وكالة الأنباء الروسية.
وهذا أول توتر علني بين موسكو ويريفان منذ أن وصل المعارض والصحافي السابق نيكول باشينيان إلى حكم البلاد في مايو أيار الماضي، إثر تظاهرات حاشدة طالبت خصوصاً بمكافحة الفساد.
وقال لافروف كما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية: «إن روسيا بوصفها حليفاً كانت مصلحتها الدائمة في استقرار الدولة الأرمنية، لكن ما يحصل هناك يثير قلقنا».
وتأتي تصريحات لافروف هذه بعد اتهام الرئيس الأرمني الأسبق روبرت كوتشاريان بقمع الاحتجاجات بعنف ضد خليفته سيرج ساركيسيان في عام 2008 بعد الانتخابات الرئاسية التي اتهمتها المعارضة بالتزوير.
واعتُقل كوتشاريان، الذي كان رئيساً في الفترة من 1998 إلى 2008، في 27 يوليو/تموز الماضي بعد اتهامه بالتسبب في مقتل عدد من المحتجين من المعارضة عقب الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل لعام 2008.
وفي نفس اليوم، اتُهم يوري خاشاتوروف، الرئيس الأرميني لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي التي تهيمن عليها روسيا، بإبطال النظام الدستوري لأرمينيا فيما يتعلق بمقتل 10 متظاهرين في عام 2008. وقد أنكرا خاشاتوروف وكوتشاريان الاتهامات وزعما أنهما ذات دوافع سياسية.
وقال لافروف “أحداث الأيام القليلة الماضية تتناقض مع التصريحات الأخيرة للقيادة الأرمنية الجديدة بأنها لم تكن تخطط لمواصلة أسلافها لأسباب سياسية.”
وقال لافروف إن وزارته أثارت مخاوفها للقيادة الأرمنية وتأمل في الحصول على رد “بناء”.
ويبدو أن تصريح لافروف هذا هو أول توبيخ من طرف الكرملن لرئيس الوزراء نيكول باشينيان منذ توليه السلطة في مايو ايار بعد أسابيع من الاحتجاجات في الشوارع ضد الحكومة السابقة.
أطلق الباشينيان مؤخرا حملة للقضاء على الكسب غير المشروع ، مما أدى إلى اعتقال العديد من كبار المسؤولين السابقين.
على عكس قادة الحركات الشعبية السابقة في جورجيا وأوكرانيا ، يقول باشينيان إنه يريد الحفاظ على علاقات جيدة مع موسكو.