أكد الباحث ورجل الأعمال ليون زكي أن تكلفة الاحتفاظ بسورية موحدة أقل بكثير من ثمن تفتيتها إلى كيانات مستقلة ستطيل أمد الحرب فيها وتورث أجيالها ضغائن الحقد والنزاعات لفترة طويلة.
وبين زكي أن الأحداث في سورية اتخذت في الربع الأول من 2018 مسارات تشير إلى أن البلاد في طريقها إلى التجزئة على أساس مناطق النفوذ التي رسمتها الحرب للدول الفاعلة على الأرض في ملفها الشائك بعد انتعاش الآمال بانفراج مأمول من مخرجات مسار “أستانا” للدول الضامنة له روسيا وإيران وتركيا ومن مقررات مؤتمر “سوتشي”.
وقال: “بدا أن تعزيز الولايات المتحدة لوجودها العسكري في مناطق شرق الفرات حيث منابع النفط والغاز والثروة المائية والزراعية ودعمها الكبير للوحدات الكردية ثم دخول فرنسا على خط دعمها، مؤشر على نية وعزم واضح لسلخ المناطق عن الجسد السوري ونشوء إقليم أو كانتون يراعي مصالح واشنطن، وهي مخاوف مشروعة عبر عنها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف”.
وأضاف زكي: “قابل ذلك تكريس الوجود التركي في مناطق “درع الفرات” شمال وشمال شرق حلب وصولاً إلى اعزاز وعفرين فأرياف ادلب وفرض نمط اقتصادي وحياتي وإداري يتبعها بتركيا التي أكد مسؤولوها وفي مقدمتهم الرئيس رجب طيب أردوغان أن الهدف المقبل لأنقرة هو منبج وادلب التي تتبع لها فعلياً بعد أن أحاطتها بنقاط مراقبة متفق عليها مع روسيا لوقف إطلاق النار في خطوط تماسها مع مناطق سيطرة الحكومة السورية لتجنيبها سيناريو حلب التي عادت إلى كنف الحكومة السورية نهاية 2016″.
وأوضح أن الجنوب السوري والمؤلف من محافظات درعا والسويداء والقنيطرة، والذي يدخل ضمن مناطق التهدئة بين موسكو وواشنطن “فتحدث تسريبات سيناريوهات أمريكية عن خطة لإنشاء إقليم مستقل خاص به على غرار شرق الفرات يتنافى مع توجه الدولة السورية وحلفائها للاستحواذ على المناطق الخارجة عن سيطرتها فيه”.
وشدد على أن الواقع أنه ليس من مصلحة دول الجوار السوري تفتيت الأراضي السورية إلى أقاليم وكيانات “ستشكل نواة لصراعات جديدة تستمر لعقود ويمتد لهيب نارها إليها، إذ أن سورية الموحدة ضمانة للحفاظ على وحدة محيطها الإقليمي إلا إذا كان هدف الدول العظمى وفي مقدمتها الولايات المتحدة ضرب سيادتها ووحدتها الوطنية”.
ولفت الباحث ليون زكي أن روسيا أبدت حرصها مراراً مع ضامني “أستانا” على وحدة سورية “لأن من أساسيات دورها من خلال تدخلها العسكري فيها الاحتفاظ بحدودها الإقليمية مع أنه لا يمكن التعويل على دورها فقط لتحقيق هذا المطلب الشعبي المهم والملح بمعزل عن التطورات الميدانية ونزعة اللاعبين الكبار لتحقيق مصالحها ونزعة الساعين للانفصال في الميدان”.
وجدد تأكيده أن ثمن الاحتفاظ بسورية موحدة أرضاً وشعباً. ومساندة الجهود التي تبذل لتحقيق هذا الهدف “أقل بكثير من تكلفة تفتيت البلاد مستقبل اًومد عمر الصراع إلى أجيال لاحقة ستدفع ضريبة فرض أجندة خارجية لا تراعي مصالح الشعب السوري الطامح إلى وقف الحرب ومنع التدخل الخارجي في شؤون بلاده الداخلية والحفاظ على وحدة بلاده”.