في تموز بدأت مجازر موش وصاصون وتيبليس. و بدأ ترحيل سكان عينتاب وكيليس. وفي 15 أيلول 1915، ذكّر وزير الداخلية طلعت باشا ولاية حلب بأوامر ترحيل ومحو الأرمن من الوجود. ولاتزال النسخة الأصلية لهذه الأوامر موجودة في كتاب “مذكرات نعيم بيك” لأرام أندونيان.
وفي تشرين الأول سنة 1915 أعلن اللورد جيمس برايس أن الوقت قد حان ليضع العالم حدا لهذه البشاعة، وأضاف أن وصول عدد الضحايا إلى 800,000 حتى يومه لشيء معيب.
وفي كانون الأول من سنة 1915، حذر طلعت باشا كل هؤلاء الذين تعاطفوا مع أيتام الأرمن وأمرهم بارسالهم مع القوافل، نحو الصحارى والإبقاء فقط على الأيتام الصغار الذين لن يتذكروا المجازر. هكذا إذا، تم تخطيط وتنفيذ أول وأكبر جريمة ضدّ الإنسانية في تاريخ البشرية الحديث. وقد استغلت تركيا الظروف الدولية المتشنجة، خاصة اندلاع الحرب العالمية الأولى، لتنفيذ مخططاتها الجهنمية. لكن، وكما ورد، صمد الشعب الأرمني بفضل إرادته الصلبة وشغفه للعيش والاستمرار، رغم الخسارة البشرية الفادحة التي تلقتها.
إنكار
اليوم، وبعد مرور قرابة القرن على تلك الجريمة الكبرى، لا يزال المجرم ينكر فعلته الشنيعة ولا يعترف بحقوق الشعب الأرمني. بل وأكثر، يحاول جاهدا طمس الحقيقة وتزوير التاريخ أمام الرأي العام الدولي. لكن تبقى الحقيقة ساطعة مهما اعتراها غبار الزمن.
الحقيقة و الدماء بقيت تؤرق الاتراك حتى يومنا هذا لذا فاننا نضم قتل الصحفي الأرمني هرانت سركيس دينك للشهداء فيصبح العدد مليون و خمسمائة الف و واحد ، و هرانت هو صاحب ورئيس تحرير صحيفة آغوس الأرمنية أغتيل في أسطنبول في 19 يناير (كانون الثاني) 2007 أمام مقرالصحيفة ،و عرف هرانت بأنتقاده لمذابح الأرمن، اسس مع زوجته معسكر تزولا للشباب الأرمني الذي كان يحوي 1500 يتيم ارمني و لكن الاتراك في عام 1979 استولوا على المخيم ،ليسجن عدة مرات قبل ان يؤسس في عام 1996 صحيفة آغوس التي صدرت باللغتين الأرمنية و التركية ،و لكنه تعرض للتهديد قبل اغتياله في 19 كانون الثاني عام 2007 بثلاث طلقات من مسدس التركي اوغون ساماست.
الحق لا يحررهم
ولان الحق لا يحررهم فان الأصوات التركية المبدعة التي حاولت ان تلامس الحقيقة تعرضت للملاحقة و الاتهام و التخوين كما حدث مع الروائي اورهان باموق الحائز على جائزة نوبل و الروائية اليف شفق اللذين اوضحا في راوياتهم عن وجوب الاعتراف بالمجازر المرتكبة بحق الأرمن.
ولكن كل المحاولات التركية لطمس الحقيقة لم تفدهم اذ اعترفت مع نهاية عام 2011 ، 21 دولة ،و من ضمنها 20 دولة من أصل 193 دولة عضوة في الأمم المتحدة أي 10% من المجتمع الدولي. وتضم قائمة الدول المعترفة بالإبادة الأرمنية أيضا 11 دولة أوروبية من أصل 27 وهو مجموع عدد الدول الأوروبية أي 41% من المجتمع الأوروبي. كما أن قائمة الدول شملت 4 دول من أصل 12 دولة تنتمي إلى أمريكا الجنوبية أي 33% من شعوب تلك القارة، حيث ضمت قائمة الدول المعترفة بالابادة الأرمنية: الأرجنتين، أرمينيا، بلجيكا ، كندا ، تشيلي، قبرص، فرنسا، المانيا، اليونان، إيطاليا، ليثوانيا، لبنان ، هولندا، بولندا، روسيا، سلوفاكيا، السويد، سويسرا، أورغواي، فاتيكان ، فينزويلا .
أما الوسائل الإعلامية المعترفة بـ الإبادة فهي: صحيفة الـ نيو يورك تايمز ، أسوشيتد برس، لوس أنجلوس تايمز، سي ان ان، بوست نيوزوويك ستيشن، بي بي سي، التايمز، الأنديبيندنت، دير شبيغل، لبيراسيون، لو موند، آرتي تي في.
بقلم: ملكون ملكون
المصدر: http://thevoiceofreason.de/