في زيارة هي الأولى منذ 59 عاما، استقبل البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، اليوم الإثنين، الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، وتأتي في وقت تشن تركيا هجوما عسكريا ضد الاكراد في شمال سوريا.
وطوال 24 ساعة، كان ممنوعا على المتظاهرين الدخول الى مساحة كبيرة في وسط روما، أي منذ وصول الرئيس التركي، مساء أمس الاحد، والى حين مغادرته مساء الاثنين. وقد تم نشر زهاء 3500 شرطي. بينما نفذ 200 مواطن إيطالي وكردي ومن منظمات حقوقية، اعتصاما احتجاجيا صباح اليوم الاثنين في مكان غير بعيد من الفاتيكان، في حدائق قلعة سانت انجيلو، وذلك بمبادرة من منظمة ايطالية مؤيدة للاكراد.. وقالت المنظمة انه «في عفرين، تجري جريمة جديدة ضد الانسانية».
كانت تركيا سحبت سفيرها لدى الفاتيكان، في العام 2015 إثر تصريحات أدلى بها البابا فرنسيس حول الإبادة الجماعية الأرمنية وقبل أيام من ذكرى مرور مئة عام على مجازر الأرمن، صرح البابا فرنسيس ان «مأساة 1915 تعتبر إلى حد كبير أول حملة إبادة في القرن العشرين». وأثارت هذه التصريحات غضب السلطات التركية التي ترفض اعتبار هذه المجازر إبادة. وعبر الرئيس رجب طيب اردوغان حينذاك عن أسفه لهذه «الترهات».
ويقدر الأرمن عدد الذين قتلوا في حملة منهجية في نهاية الامبراطورية العثمانية، بنحو 1،5 مليون شخص. واعترف عدد من المؤرخين وقرابة 30 بلداً بينها فرنسا وايطاليا وروسيا بأنها إبادة.. في حين تتدعي تركيا أن الأمر كان حرباً أهلية تزامنت مع مجاعة لقي فيها ما بين 300 و500 ألف أرمني حتفهم، بينما كانت روسيا وتركيا تتنازعان السيادة على الأناضول.
وكعادتها بعد موجات الغضب وسحب السفراء بعد كل اعتراف جديد بالإبادة الجماعية الأرمنية.. أعادت تركيا السفير في العام التالي وكأن شيئا لم يحدث.