ربما حان الوقت للتعرية خاصة وانه لا توجد نهاية معروفة للحرب في سوريا، والتعرية هي الحل النهائي لكشف العورات أو معاول الهدم، الحل النهائي لكشف الهدّامين واستخدام الكيّ وهو آخر العلاج عند العرب، أما موضع الهدم فهو معروف وفي غنى عن التعريف وهو سوريا.
نصحني الصديق الاستاذ عارف الشعّال ان لا أكتب الاسماء الصريحة لأن هذا سيوقعني في مهاترات ودعاوى قضائية بحجة التشهير دون ان يعبأ أحد بأن التشهير قد طال سوريا الحبيبة من ألفها الى يائها قبل ان يطالني…قيل لي بأنني غير مغطّى ولا أحظى بتغطية ولو جزئية، والجواب من قال ذلك…يكفيني تغطية امي لي في ليالي سوريا الباردة…كانت تدخل غرفتي فجراً وتقول لي: في كل مرة اراك تبعد اللحاف عن جسدك وفي مرات كثيرة ألتقطه من الارض وأغطيك…حبيبي آرا …لست بنظر أمك إلاّ طفل صغير… كانت جدتك تقول لي انتبهي لأولادك فالبرد سبب كل علّة…كنت أضحك واقول لها…ماما أنا خال من العلل…لأكتشف اليوم وبعد ضياع سوريا بأنني جبل من العلل…كان عليّ أن أحمل السلاح وألبس قبعة الاخفاء واطلق النار على كل من اوصل سوريا الى هنا…ولطالما أني غير مغطّى وأمي بعيدة عني آلاف الكيلومترات فهي في كندا وأنا في الخليج العربي…فسأنشر أمنياتي وأفضح شياطين الشرّ و اللصوص ولن استثني أحداً بدءاً بأساتذة جامعتي وأكثرهم أشراف ولكن بعضهم أقذر من نهايات نهر بردى عندما يغادر دمشق وهو يحمل ما يحمل على الرغم من الملايين التي انفقها اليابانيين الغرباء على ترميم مجراه وتصويب الانابيب التي تطرح فيه ما تطرح…” فالج لا تعالج ” … ما في فائدة.
اليوم سنتحدث عن موسيقيي الشرطة ورجال سيمفونيتها قلم قائم ” معنى عبارة قلم قائم هي تشميل هذا التسييب المناصب من باشبوزوقجي الداخلية ” باش عازفي بزق الداخلية ” وحتى آخر شرطي يعمل كحارس ليلي في آخر كولبة خشب إحترقت بسبب الاعتماد على مدفأة بدائية ” تنكة مثقبة من الجوانب ” تعمل على الحطب…هذا التسييب المروّع الذي اوصل سوريا الى ما وصلت اليه.
على الرغم من اني كنت أضع سماعات الرأس على رأسي وانا أنفذ بعض الاعمال الموسيقية في بيتي في الشام والحرب في بداياتها، وانا جالس خلف برجي العاجي الذي يحوي بضعة كومبيوترات واربعة آلات أورغ وأجهزة صوت متقدمة، افعل ذلك لحجب الأصوات الخارجية، وفي احدى الايام لم ينفع هذا الحجب فوصل الى اذنيّ زعيق امرأة كانت تصرخ في الشارع بصوت شدته توازي 16000 هرتز أو ما يزيد … وركض اهل النجدة والحمية وجاؤوا ليس لنجدة المرأة بل ربما للإستمتاع بالموقف وللتندر والصبابة…وتبين ان المرأة تسكن في حارتنا وبالتالي فهي جارتنا ولكن لا أعرف أسمها ولم أعرف ما حدث لها ولأن المصائب كثيرة فلقد توقعت انه قد حدثت مصيبة في بيتها مثلاً زوجها ومن شدة البسط حدثت له نوبة قلبية وخرجت لتصرخ وتطلب النجدة او ان ابنها ابتلع سائل فتح البلاليع فركضت وهي تولّول…والخبر الذي اليوم بمصاري تعرفه عند السمّان في الغد ببلاش…ونزلت في المساء وليس في الغد لشراء بعض الحاجيات وسمعت قصة جارتنا عند السمّان …ببساطة كانت المرأة عائدة الى البيت وليست خارجة منه وفي محفظتها ربع مليون ليرة سورية ” بسعر صرف كل 1 دولار أميركي استعماري يساوي 50 ليرة سورية ” وجاء هذا المبلغ من جمعية نسوان يدّخرون المال من بعضهم بدون فوائد ولا تشغيل يضعون متحصلات الاسبوع في المصرف…وعند انتهاء امد الجمعية تذهب رئيسة الجمعية وتسحب المبلغ من البنك وتنتظر عضوات الجمعية ” على شوية فطاير بجبنة ولحمة وزعتر ومحمرة وصندويش تلياني وقشقوان وجاط تبّولة عرمرمي وكم لتر كوكا وسفن ودولة قهوة حسيب هيل زيادة ولا أطيب من هيك ” ليتم بعد ذلك تقاسم المبلغ المستلم من البنك بمعية الخبيرة أم هاني الموظفة في الصحة المدرسية فرع اللقاحات الممرضة.
والذي حدث ان جارتنا وصلت الى المنعطف وعلى بعد عدة امتار من مدخل بنايتها، وصل رجلان يمتطيان صهوة دراجة نارية، اقدم السائق على المرور بملاصقتها واقدم الراكب على انتزاع حقيبتها النسائية وأولت الدرّاجة النارية ساقيها للريح…ووصل رجال الحارة للبصبصة على المنكوبة وللضحك لا أكثر لأن هناك من قضى على الشهامة عن طريق إخصاء أصحابها…ادركت المنكوبة انه عليها الدخول الى بيتها لتنقذ نفسها من السخرية والتندّر ومن الواصلين الجدد من المخصيين الذين رأوا الحادثة وتركوا الدراجة لتهرب مع حمولتها…ادركت الجارة ان عوضها على الله مع العلم بأنها ليس لها الا راتبها وراتب زوجها الذي لا يزيد منه في نهاية الشهر شيء وسوريا أغنى دولة في الوطن العربي من محيطه الى خليجه…وبالتالي فلقد عرفنا الآن سر الصرخة التي صدرت من حلق تلك المرأة المنكوبة والتي تمزّق نياط القلوب.
اللصوص لن يفتحوا الحقيبة إلا بحضور حامي الحمى…ولو فعلوا فسيتم إخصاؤهم ومن ثم نفيهم الى جهنم وهم يعرفون ذلك.
سألت نفسي…هل وصلت أخلاق بعض السوريين الى هذه القباحة !!! نحن نعرف ان هذه القباحة كانت موجودة ولكن الذي لا نعرفه انها وصلت الى هذا الحد.
عدت وسألت نفسي سؤال آخر وهو لو أنني في منصب باش بوزوقجية الداخلية فما هو الحل الذي عليّ اتباعه لتصويب هذه المآسي التي ارهقت السوريين أكثر من الحرب ؟؟؟!!! الحلّ بسيط وهو الآتي:
لدينا شرطيات متطوعات ككل دول العالم…يطلب منهم الكفّ عن التهرب من الدوام وحضور دورية تدريبية عاجلة مدتها ساعة لا غير.
يطلب من كل شرطية ان تحضر في اليوم التالي بلباس مدني وتستقل سيارة تكسي يقودها شرطي بلباس مدني فتجلس في الخلف ويذهب بها الى نقطة معينة متفق عليها والمئات مثلها، وتنزل وعلى كتفها حقيبة نسائية محشوة فتكون هذه الشرطية هي الطعم…ولن يطول الأمر حتى يأتي راكب الدراجة النارية ومرافقه ” وهم كثر وأكثر من الذباب اليوم بفضل الوضع البارز المبرّز الذي وصلنا اليه ” ويتم سحب الحقيبة من كتف الشرطية التي لن تصرخ ولن تستغيث بل ستراقب الدرّاج حتى يبتعد لمسافة آمنة قد تكون عشرة امتار لا غير فتمد يدها الى الريموت كونترول الذي أخفته في ملابسها وتضغط فيطير راكب الدراجة والمرافق والدرّاجة معهم…ربما سينهض محتجّ ويقول وماذا لو انه تمت اصابة ابرياء…الجواب ان المفجّر هو شرطية وستختار المكان المناسب للتفجير حتماً…وهذا أولاً والثانياً هو امر سهل وبسيط فهناك متفجرات تقتل راكب واحد على دراجة آلية او تقتل اربعة في سيارة ومن الجوّ وبدون شظايا متطايرة نهائياً…او تقتل شخص واحد يقف في مكان ما وفي دائرة قطرها متر واحد وبدقة مذهلة…واذا كنا لا نعرف هذه التقنية فممكن ان نسأل الذين لم يعودوا يستخدمون شرطية معها تصريح بالقتل بل يستخدمون طائرة قريبة من ألعاب الأطفال لا يطالها أحد ولا يحاسبها أحد…وبعد ذلك تعالوا وحاسبوني ان لم ينقرض هؤلاء المجرمين ويصبحون ويمسون في كتب التاريخ…الحل اذاً لا يكمن في منع الدراجات النارية …فهذا حلّ مجانين.
نعم اقتلوهم جميعاً واقتلوا معهم من يحميهم فما الفائدة من مجرمين باعوا وطنهم ومواطنيهم بأبخث الأثمان ؟؟؟ !!! …ما الفائدة من سجن هؤلاء واطعامهم وخسارة المال عليهم وهم لا يستحقون غير القتل لأنهم سيخرجون من السجن ” وتعود حليمة الى عادتها القديمة ” …اقتلوهم فوراً واتركوا الشرطة النسائية تحمي النساء في بلد قلّ فيه عدد الرجال اليوم الى نحوّ خطر جداً.
آرا سوفاليان
كاتب انساني وباحث في الشأن الارمني
28/12/2017
[email protected]