فيما يلي كلمة رئيس جمهورية أرمينيا سيرج ساركيسيان في المؤتمر الصحفي الذي تبع المباحثات الثنائية التي أجراها الرئيسان في قصر الإليزيه بباريس. هذه الترجمة العربية تقلا عن وكالة آرمين برس الأرمنية:
“السيدات والسادة الكرام،
كان أول لقاء لي مع رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون مثير للإعجاب حقاً وأنا ممتن، سيدي الرئيس، على الحوار الصريح والمخلص والاستقبال الحار للوفد الأرميني. الجميع يعلم أن تاريخ الشعبين الأرمني والفرنسي هو تاريخ من الصداقة ونحن نحب بإخلاص واحترام فرنسا وشعبها الموهوب، واليوم أود أن أؤكد مجدداً التزام أرمينيا بمواصلة تطوير وتوسيع وتعميق علاقاتنا الثنائية على أساس روح الاحترام المتبادل والثقة المتبادلة.
لقد ناقشت مع الرئيس ماكرون العديد من القضايا ذات الاهتمام الثنائي وأريد أن أشير مع ارتياح إلى أن مواقفنا بشأن جميع القضايا الحيوية تتطابق تقريباً، في حين أنها قريبة جداً من بعضها البعض فيما يتعلق بقضايا أخرى. وبالمناسبة أتكلم عن جدول الأعمال الثنائي والمتعدد الأطراف. ونحن نتمسك بنفس المبادئ ونحن نعيش في نفس نظام القيم. واستناداً إلى هذا الأساس سنواصل توسيع علاقاتنا في الشراكة الحصرية والحوار السياسي الرفيع المستوى والعلاقات البرلمانية واللامركزية والعلمية الواسعة النطاق والدعم المتبادل في القضايا الرئيسية والحساسة.
وبطبيعة الحال، تحدثنا عن صراع ناغورنو كاراباغ، الذي قد يكون أكثر القضايا الملحة في منطقتنا. وأقدر تقديراً عالياً الجهود التي بذلتها فرنسا ولسنوات جهودها بوصفها بلداً مشاركاً لرئاسة مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، بهدف تسوية الصراع بالوسائل السلمية وإرساء الأمن والاستقرار والتعاون في منطقتنا. وأرمينيا ملتزمة بمواصلة المفاوضات التي تتوسط فيها الرئاسة المشتركة. ومن المعروف أن شعب ناغورنو كاراباغ يكافح من أجل الحرية وتقرير المصير ولا يمكن لهذا الكفاح أن ينتهي بأي حال من الأحوال بالفشل.
وستستضيف أرمينيا في تشرين الأول / أكتوبر المقبل القمة السابعة عشرة للمنظمة الدولية للفرنكوفونية- وهي مناسبة لها مكانة هامة في جدول أعمالنا الثنائي. بالنسبة لنا الفرنكوفونية ليست مجرد منظمة شكلت على أساس أوجه التشابه باللغة. أولاً وقبل كل شيء، إنها شائعة للقيم الحضارية التقدمية التي كان لها دور هام في تقدّم الإنسانية ونحن نعتبر أنفسنا حاملين وجزءاً منها. نحن نأخذ تنظيم هذه القمة بشعور كبير بالمسؤولية ولن ندخر جهداً لنجاحها. ويسرني أن أعيد لأن الرئيس ماكرون أكد مشاركته في هذا الحدث وهو أمر ذو أهمية رئيسية لنجاح القمة. وحصلنا على موافقة السيد ماكرون على عقد منتدى أعمال الفرنكوفونية على هامش الفرنكفونية، وهو ما سيعطي زخماً جديداً للعلاقات الاقتصادية بين أرمينيا وفرنسا. أنا ممتن، سيدي الرئيس، على هذا الدعم.
واتفقت مع زميلي على مواصلة التركيز على العلاقات الاقتصادية الثنائية. إن الإصلاحات الديمقراطية في أرمينيا بدعم من شركائنا الأوروبيين، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي، والتزامنا بتوثيق اقتصادنا وتشريعاتنا وفقاً للمعايير الأوروبية، يضمنان بيئة استثمارية أفضل عاماً تلو آخر. وفي هذا السياق أكدت من جديد للرئيس ماكرون أننا أكثر من مهتمين بتوسيع الوجود التجاري الكبير لفرنسا في بلدنا.
وأود أيضاً أن أركز على العلاقات البرلمانية الوثيقة بين بلداننا. وبعد قليل سأجتمع مع أعضاء مجموعة الصداقة بين أرمينيا وفرنسا التابعة للجمعية الوطنية الفرنسية. مجموعة الأنشطة التي تطابق تماماً اسمها. ولم يعزز البرلمانيون الفرنسيون فقط إقامة تعاون برلماني أرميني فرنسي وثيق من خلال أنشطتهم على مر السنين، بل أثروا أيضاً وعززوا جدول أعمال العلاقات الثنائية بين الدولتين.
وبطبيعة الحال كان اتفاق الشراكة الشاملة والمعززة الموقعة بين أرمينيا والاتحاد الأوروبي في تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 أحد المواضيع الهامة لمناقشتنا. إنها بالطبع وثيقة طموحة ومعلمة ودور فرنسا في تحقيقها هو ضخم نوعاً ما. وأعربت مرة أخرى عن امتنانها للوقوف مع أرمينيا خلال العملية برمتها لتطوير العلاقات بين أرمينيا والاتحاد الأوروبي. إن الدعم المستمر من فرنسا في هذا الاتجاه مهم حقاً بالنسبة لأرمينيا وهذا اتفاق يفتح آفاقاً جديدة أيضاً للعلاقات الثنائية.
وأخيراً أود أن أتمنى مرة أخرى كل التوفيق لزميلي السيد ماكرون في مهمته لقيادة فرنسا وأعرب عن ثقتي بأن فرنسا ستصبح، خلال فترة ولايته، بلداً أكثر ازدهاراً وأكثر جمالاً وأمناً.
وأنا ممتن جداً، سيدي الرئيس، على حسن المحادثة والاستقبال الحار”.