المقاتل في هذه الصورة يدعى ساركيس هاتسبانيان.. والإمرأة العجوز معه هي أذربيجانية حيث التقتط الصورة خلال حرب تحرير جمهورية آرتساخ من الاحتلال الأذربيجاني.
فما قصة هذه الصورة؟
جاء على موقع Yelaket.am نقلا عن موقع راديو أرمينيا العام الماضي:
في شهر نيسان من عام 1993 تقدمت القوات و الفصائل الأرمنية المقاتلة نحو إقليم كارفاجار أو كما يعرف ممر لاتشين الفاصل بين جمهورية آرتساخ الأرمنية و أرمينيا و كان الهدف تحريره بالكامل من الاحتلال الأذري من أجل فتح ممر بري بين الجمهوريتين الأرمنيتين و تأمين الأمداد لاتمام السيطرة على آرتساخ أو كما يعرفها العالم بناغورني-كاراباخ. و هو ما حدث إذ تقدم المقاتلين الأرمن بشكل كاسح و من بينهم المقاتل الأرمني القادم من فرنسا سركيس هاتسبانيان (الظاهر في الصورة), و عند دخول الإقليم يحكي سركيس أنه في احد قرى الإقليم كان هنالك المئات من المدنيين المسالمين, و لم يكن هنالك رجال أذريين إذ كانوا قد فروا و تركوا نسائهم و أطفالهم ورائهم دون مساعدة.
و يقول سركيس, عندما اقتربنا نحو مجموعة من النساء, اقتربت مني سيدة مسنة -80 عاماً- و سألتني : “لماذا تأخرتم كثيراً؟ قريباً الأرمن سيدخلون المدينة.” ظناً منها أننا مقاتلين أذريين. فقال لها رجالنا, نحن ذاهبون و سنرسل لكم مروحيات. فبادرت السيدة فوراً مدركة أننا لسنا من ظنت انهم قادمون بالقول : “لقد هربوا و تركونا هنا”. أدركت أنا أيضاً حينها أنها كانت قد أخطأت الظن.
يقول سركيس انه كان حينها مسؤول عن أسرى الحرب, و كان الأرمن قد أصدروا أوامر صارمة باحترام المدنيين. يضيف : جمعناهم جميعاً و أخبرناهم بأن حياتهم و شرفهم بأمان و نحن لسنا ضد المدنيين المسالمين. و نحن على نقيض المقاتلين الأذريين فلا نستخدم السلاح ضد إنسان لا يحمل السلاح, و لا نذل احداً.
وكان بين المدنيين الذين التقينا بهم سيدة أذربيجانية مسنة بعمر الـ 81 عاماً, يحترمها جميع من حولها و تدعى “شيخا خانم” و كانت كذلك شاعرة. اقتربت منها للتحدث و كانت تقول لي : “هذه الحرب ليست حربنا, نحن نحب الأرمن, و جميعنا نعلم أن هذه بلاد الأرمن و هناك صلبان حجرية و مقابر أرمنية في كل مكان, في كل مكان هنالك علامات الثقافة الأرمنية”. وخلال حديثي معها, التقط زافين خاجيكيان هذه الصورة لنا.
كنت حينها 30 عاماً, و يبقى الملفت قيام صحفية “Liberation” الفرنسية حينها بنشر هذه الصورة و كتبت الصحيفة : “سيدة أذرية تحب متطوع أرمنية أكثر من أبنها”. و نشرت الصحيفة الفرنسية المذكورة مقالاً ثاني اقتبست فيه كلمات و آراء سجناء و أسرى أذريين يتحدثون عن الموقف الإنساني للأرمن اتجاههم. و في اليوم التالي قامت صحيفة “ملليت” التركية بنشر نفس الصورة مرفقة بمقال تدعي استخدامنا للعنف ضد مدنيين منطقة كلبجار التي اظهر فيها و كتب الأتراك : “امرأة أذربيجانية تقبل حفيدها (أي أنا) و تخبره بأن يذهب و ينتقم من الأرمن لقتلهم أقاربها و اذلالهم”.
وفي باريس, رأى احد أصدقائي هذه الصحيفة صدفةً و في نفس الوقت كان قد قرأ المقال في الصحف الفرنسية. و بعدها قام الأرمن بإرسال نسخ من الصحفيتين إلى الاتحاد الأوروبي كمثال واضح على التلفيق و الكذب و النفاق التركي.
مصدر المقالة Yelaket.am | نقلا عن: armradio.info