هذه الكلمة ألقاها الصحفي التركي الأرمني الأصل هرانت دينك سنة 2005 في ندوة حوار عقدت في العاصمة الأرمنية يريفان بمناسبة الذكرى الـ 90 للإبادة الجماعية الأرمنية. كلمته كانت معبرة للغاية وهو معروف عنه موقفه الصارم بخصوص المأساة الأرمنية وسعيه آنذاك لإجراء مصالحة أرمنية تركيا شريطة إعتراف أنقرة بجريمتها.
هرانت اغتيل في القسطنطينية بعد أقل من عامين من إلقاءه لهذه الكلمة:
“الشعب التركي لا يعرف الحقيقية، هو يدافع عن ما يعرف فقط. بالطبع هناك بينهم من يعرف الحقيقة ولكن من أجل أن لا يعرف العامة هذه الحقيقة تقوم السلطات بالتضييق على هؤلاء وهؤلاء بدورهم على الشعب. السلطات التركية لا تخشى من الضغوط الخارجية بل من الضغوط التي قد تأتي من الداخل. أنا أعلم جيدا ما موقف الحكومة الأرمنية بخصوص مسألة الإبادة وأنا أيضا موقفي واضح ولا أقبل قط أن يناقشني أحد ويشكك في ما حدث فتهجير شعب بأكمله من منطقة عاش فيها منذ 4 الاف عام لا يمكن قبولها.. وأنا قلتها يوما لأعضاء البرلمان التركي، قلتها لهم بالحرف الواحد، (حتى لو أخذتم شعبي ونقلتموه من مكان إلى آخر بطائرات مصنوعة من ذهب فتلك أيضا إبادة. لأنكم قطعتموه من جذوه وأصله وإن كان الشتات الأرمن يصارعكم من أجل أن تعترفوا بالإبادة فذلك لأنه يريد العودة إلى جذوره). وأنا قلتها وأكررها مرة أخرى إن كانت تركيا ستعترف فهذا سيحدث بسبب حراك شعبي داخلي وكل من يساعد في حدوث هذا الحراك الشعبي الداخلي في تركيا يساعد في الحقيقة نضال الأرمني لإنتزاع إعتراف أنقرة بالإبادة”.