في حركة استعراضية تذكرّ بأفلام الرعب، يقتاد واحد وعشرون عملاقاً داعشياً واحد وعشرون ضحية بالملابس الارجوانية (ملابس غوانتانامو) يقتادوهم الى شاطئ سرت الليبي، الذي يطل على الشواطئ الجنوبية لإيطاليا الروم وعاصمتها روما التي هددها من هددها.
وتعمد المشرف على قواعد اللعبة ان يكون القتلة من ذوو العضلات المفتولة والطول الفارع والجسم المتناسق يرتدون ملابس الننجا السوداء الفاحمة وعليها مواضع الاحزمة الناسفة والذخائر والأجربة التي توضع فيها سكاكين الذبح الموحدة في القياس والشكل وهي تشبه خناجر فرق المهام الخاصة وهي ذات مقابض سوداء مخططة بالاحمر، وينتعلون أحذية عسكرية لا تشبه ابداً تلك الاحذية التي نعرفها، بل هي أحذية خرجت للتو من مصانع النخبة التي لا تصنع الاحذية للعسكريين بالمطلق، ويسير الركب بخطى متثاقلة بطيئة فيما يعرف بالتصوير البطيء لزرع الرعب في قلوب المشاهدين، ويخرج من الوسط من يقرأ بيان يهدد به روما ويتوعد بالانتقام لأبن لادن ولكاميليا ويتم ذبح هؤلاء لتختلط دمائهم بدماء ابن لادن التي سفحت في هذا البحر.
ويعرف من لا يعرف ان ابن لادن قتل في داره الباكستانية وسفح دمه هناك والقي بجثمانه في المحيط الهادي وليس في المتوسط، ويعرف من لا يعرف ان روما لا علاقة لها بما يحدث لا من قريب ولا من بعيد، وقد تم اتحافها بقوارب الهاربين من الموت فتنقذهم من الموت غرقاً في قاع المتوسط وتستقبلهم على ارضها وتطببهم وتطعمهم وتأويهم، ويخرج من يخرج ويتم عرض اسمه على الشريط الأخباري بأنه مجدي فندي رئيس تحرير صحيفة اسبوعية مصرية
ليدخل في مداخلة يقول فيها: هؤلاء الأقباط المصريين نحسبهم شهداء على الرغم من دينهم!!! على الرغم من دينهم يا مجدي فندي أو فندي مجدي !!! انت تحسبهم شهداء على الرغم من دينهم، تعيّرهم بدينهم ويعرف من لا يعرف ان هؤلاء عمال فقراء من أهل مصر الأصليين، هؤلاء هم هنود مصر الحمر يا مجدي فندي أو فندي مجدي على الرغم من دينهم، هؤلاء قصدوا بلاد أخرى ليعملوا وينفقوا على أهلهم وزوجاتهم وابنائهم وبناتهم فيكون جزاؤهم جئناكم بالذبح؟
هؤلاء الفقراء هم الذين قتلوا ابن لادن ورموا بجثمانه في المتوسط؟ هؤلاء هم من روعوا المسلمين في جنبات الارض الاربعة، هؤلاء هم موضع انتقام المنتقمين وكتاب الله يقول (لا تزر وازرة وزر أخرى) هؤلاء الفقراء الذين اعرضوا عن متاع الدنيا واكتفوا بالعمل الشريف وبما يعيل أهلهم في بلد تسلط عليها اللصوص كما يتسلط العلق على جسم طفل صغير وقع عارياً في نبع ماء العلق، ليكون جزاؤهم قطع الرقاب ووضع الرؤوس المدماة على الظهور والقيد في اليدين؟
هؤلاء الفقراء المساكين ذبحوا ذبح النعاج بدون ذنب، فإن كان هناك يوم يقف فيه الناس بين يديّ خالق السماء والارض، فهناك من سيسأل بأي ذنب قتل هؤلاء، أما القتلة فهناك من يمولهم من الارض وليس من الكواكب الاخرى، وهناك من يشاهد التقرير المصور ويضحك بعد مسمى الضمير العالمي ثم يضحك أكثر بعد مسمى العالم المتحضر ثم يضحك أكثر بعد سماع مسمى التحالف ضد الارهاب، ويضحك ثم يضحك ثم يضحك حتى يقلب على قفاه…وفي النهاية هناك من قال بعد مذابح الأرمن : ايها العالم المتحضر دعني أبصق في جبهتك.
آرا سوفاليان
كاتب انساني وباحث في الشأن الأرمني
16/02/2015