احتفلت الطائفة الأرمنية الأرثوذكسية في لبنان أمس، بعيد الميلاد وفق التقويم الأرمني وبهذه المناسبة أقيم قداس كبير في كاتدرائية انطلياس ترأسه الكاثوليكوس آرام الأول كيشيشيان الذي القى عظة العيد والتي تطرق فيها إلى العديد من الأمور الهامة على الساحتين المحلية والاقليمية.
وتمنى آرام الأول على عون «التعاون مع بري والحريري لتعزيز الإستقرار الداخلي والتنمية الإقتصادية والوحدة وحفظ لبنان بعيداً عن أزمات المنطقة».
وقال في عظته: «للأسف المصالح تسيطر على العالم، وليس الحق». وتوجّه إلى قادة العالم قائلاً: «قوموا بالعدالة قبل كل شيء، أثنوا على الإحترام المتابدل، لا تسلبوا حقوق الفقراء، امتنعوا عن الفساد، لا تجعلوا من مصالحكم الشخصية أولوية تفوق مصالح شعبكم».
وشدد على «الأهمية القصوى للاحترام المتبادل». وأضاف: «إن العدالة تفرض على المرء أن ينصف حقوق الآخرين، ويعرف ويحترم الآخر كما هو. هناك مقاربات مختلفة للحقيقة الإلهية، فلا يحق لنا أن نفرض مفاهمينا على الآخرين، ولكن بالإحترام المتبادل يمكننا تعزيز التعايش والشراكة مع الأمم والثقافات والأديان. هذا ما تبشر به تعاليم الأديان السماوية الثلاثة».
وتطرق إلى قضية القدس، فقال: «تاريخ القدس معروف للجميع، كما أن هوية القدس وأهميتها ومكانتها معروفة أيضا، لذا فإن النهج الأحادي بالنسبة إلى القدس مرفوض، وإضفاء الصبغة القانونية على المصادرة والاحتلال بقوة السلاح وبانتهاك حقوق السكان المحليين يخالف القانون الدولي».
وتابع: «لا يمكننا أن نتجاهل وقائع القانون الدولي وحقوق وتقاليد ومقدسات الديانات السماوية. يجب أن لا ننسى أن الكنيسة الأرمنية في القدس لها أيضا حقوقها الخاصة». وأكد أن «حقوق كنيستنا معترف بها تاريخياً وقانونياً ولا يمكننا أن نتجاهل كل هذا بقرار أحادي يعلن أن القدس عاصمة لإسرائيل»، معتبراً أن «هكذا مواقف تزيد من الظلم وتعطي المجال لأزمات وإشكالات جديدة بين الأديان والشعوب ويحد من عملية السلام في الشرق الأوسط». وحضّ «المسؤولين السياسيين والروحيين على معالجة القضية الفلسطينية والنظر في قضية جميع الشعوب التي عانت من الظلم والأزمات والاضطهاد انطلاقاً من العدالة ومبادئ حقوق الإنسان وحقهم في تقرير المصير».