بزمار.jpg

البطريرك نرسيس بيدروس يترأس مؤتمرا عن الإبادة الجماعية الأرمنية في بزمار

عقدت جمعية كهنة بزمار البطريركية في دير سيدة بزمار للأرمن الكاثوليك بالتعاون مع اللجنة المركزية لإحياء الذكرى المئوية لإبادة الشعب الأرمني، مؤتمرا بعنوان “الإبادة الأرمنية والأرشيف”، برئاسة بطريرك بيت كيليكا للأرمن الكاثوليك نرسيس بدروس التاسع عشر وحضور السفير البابوي غابريال كاتشيا، السفير الأرمني أشود كوتشاريان ولفيف من مطارنة الأرمن الكاثوليك ومطارنة وممثلين للطوائف الكاثوليكية والأرثوذكسية الأرمنية والرهبانيات والجامعات والأحزاب والجمعيات وممثلي هيئات المجتمع المدني ومؤرخين وأكاديميين ومختصين بأرشيف الإبادة الأرمنية.

وألقى نرسيس بيدروس كلمة ذكر فيها بالمجازر، ونوه بصمود الشعب الأرمني “الذي نجح في إبقاء هذه المجازر حية في الذاكرة الإنسانية للعالم”، وتناول الاحتفالات التي ستقام في الذكرى المئوية الأولى وأهميتها “ولا سيما ما سوف يشهده الفاتيكان من قداس احتفالي يترأسه البابا فرنسيس والمرتقب فيه أن يعلن شهداء المجازر الأرمنية شهداء الكنيسة والمسيحية”.

ثم كانت كلمة للنائب البطريركي رئيس دير بزمار المونسنيور كابريال باتريك موراديان قال فيها: “يسعدني أن أرحب بكم جميعا في دير سيدة بزمار، مقر بطريركية الأرمن الكاثوليك وجمعية كهنة بزمار البطريركية، ضيوفا أعزاء للمشاركة في هذا المؤتمر الذي يعقد اليوم بمناسبة مرور الذكرى المئوية على المجازر الأرمنية تحت عنوان “المجازر الأرمنية والأرشيف”. إن وجودنا اليوم في رحاب هذا الدير التاريخي الذي تأسس سنة 1749 بمبادرة من مثلث الرحمات البطريرك الكاثوليكوس أبراهام اردزيفيان الأول دليل ساطع على أن المجزرة بحق الشعب الأرمني التي أرادت من خلالها الأمبراطورية العثمانية إبادة العرق الأرمني والتراث الثقافي الأرمني والفكر الأرمني والإيمان الأرمني بصليب يسوع المسيح المنتصر على الموت لم تصل إلى مبتغاها ولم تحقق أهدافها، وهذا بالتأكيد ان لم يتحقق على أيدي الطغاة منذ قرون مضت لا يمكن أن يجد سبيله في ظل تمسك كل مضطهد مسيحي بإيمانه. وفي كل قرن يزيد الإضطهاد حدة، يزيد معه الإيمان بالمسيح عمقا أكثر، فمن يرتكب المجاز بحق المسيحيين يجهل تماما حقيقة الدين المسيحي وطبيعة المؤمن عامة والشعب الأرمني خاصة ولا سيما أننا لا نخاف من الذين يقتلون الجسد، وبعد ذلك ليس لهؤلاء ما يفعلون أكثر”.

أضاف: “نجتمع اليوم في هذا المؤتمر الذي يعقد برئاسة صاحب الغبطة البطريرك نرسيس بيدروس التاسع عشر، بمثابة فعل تأمل وصلاة نرفعها وباقة ورود نضعها على راحة أنفس شهدائنا الأبرار وفي مقدمتهم الطوباوي إغناطيوس مالويان، رئيس أساقفة ماردين لنعبر عن رسالتنا إلى العالم أجمع وإلى الدول التي تسمى عظمى وإلى جامعة الأمم المتحدة، بما مفاده أنه مهما حاولت بعض الدول الهرب أو التنصل من الإعتراف بهذه الإبادة، إبادة العصر السابق ومهما دأبت الدولة التركية على طمس أو تحوير الحقيقة والواقع التاريخي، فإنهم لن ينجحوا بتغيير معالم التاريخ لأن المجزرة التي حصلت بحق الشعب الأرمني قد نقشت في كتب التاريخ بأحرف وبحبر دم شهدائنا الآبرار”.

وتابع: “نعم إنها المئوية الأولى للمجزرة، مئة عام قد مرت، منذ عام 1915 حتى عام 2015، مئة عام على واحدة من أبشع وأروع مجازر في تاريخ البشرية، مليون ونصف مليون شهيد، وحتى الآن لم يتم الإعتراف باستشهادهم بشكل رسمي وشامل، والسؤال البديهي الذي يطرح نفسه، لماذا؟ لا تخافوا نحن مستعدون لمئة عام إضافية طالما يوجد أرمني واحد على الكرة الأرضية، فالقضية لن تموت، فيا شعوب العالم لا تنسوا أننا إخوة في الإنسانية قبل إنتمائنا إلى عدة حضارات وثقافات وأديان، إن ما يجمعنا أكبر بكثير مما يفرقنا، فليكن اختلافنا غنى للعالم أجمع. فيا مسيحيي الشرق، لا تخافوا من الذي يقتل الجسد، لأنه باستشهادنا نكون قد شهدنا لإيماننا بالمسيح. فالجميع مدعو، من مسيحيين ومسلمين، للتوحد من أجل الله لكي نحارب الشر والظلم والاستبداد بوحدتنا. فويل لأمة شعبها منقسم، لا يمكنها أن تستمر، وإن كانت مستمرة في الشكل فهي ليست إلا شبه أمة تعيش على أنقاض فريق وجماعة من أبنائها”.

وختم: “إن المؤتمر سيسلط الضوء على عدد من الوثائق والرسائل المتعلقة بالمجزرة المحفوظة في مكاتب بلدان منتشرة في العالم بشكل عام وبلدان الشرق الأوسط والفاتيكان بشكل خاص. يسعدني أن أتوجه بالشكر إلى كل من الدولة الأرمنية على رأسها فخامة الرئيس سيرج سركيسيان ووزيرة الإغتراب الأرمني السيدة هرانوش هاكوبيان، إلى رئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان صاحب الغبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى الممثل بشخص النائب البطريركي العام المطران بولس صياح، إلى كاثوليكوس اتشميادزين للعموم الأرمن كاريكين الثاني وإلى كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس لبيت كيليكيا في انطلياس آرام الأول وإلى الكنيسة الإنجيلية الأرمنية”.

بدوره ألقى رافايل اموديان كلمة باسم اللجنة المركزية لإحياء الذكرى تطرق فيها الى “أهمية شمولية تغطية الصحافة العالمية لهذه الإبادة الموثقة في الإرشيف الذي يثبت ويدين مرتكبيها من العثمانيين الأتراك”، مشددا “الطلب بالإعتراف بهذه الإبادة من مرتكبيها وبالعدالة”.

نقلا عن موقع: Lebanonfiles.com

scroll to top