فر الطفل الأرمني نظريان شوربجيان من مدينة قيصرة التركية مع عائلته إبان ارتكاب العثمانيين الأتراك المجزرة الثانية بحق الأرمن ١٩١٥.
كما هرب آلاف الأرمن في مجموعات كبيرة من هول المجازر متوجهين إلى الحدود السورية٬ وانقسموا لمجموعات توجهت كل منها إلى منطقة ما لضمان أكبر عدد من الناجين.
افترق نظريان مع شقيقه عن العائلة ووصل ضمن مجموعة إلى تخوم مدينة “جزيري” الكردية الحدودية مع سوريا من الطرف الشمالي٬ لكن الجيش التركي تمكن من اللحاق بهم وقتل كل أفراد المجموعة مع شقيقه، ليكون نظريان الناجي الوحيد من القتل وهو لم يبلغ السابعة من عمره.
دفنت عائلات كردية في المدينة الضحايا٬ فيما احتضنت عائلة تسمى بـ”موسى إسماعيل” الطفل نظريان.
بعدها راسلت العوائل الأرمنية التي هاجرت إلى أوروبا ولبنان ومصر “مقهى كربيس” في مدينة القامشلي السورية، وتمكنت من العثور على أبنائهم المفقودين ومن بينهم نظريان.
ويعود إنشاء وتأسيس المقهى إلى شاب يدعى “كربيس ميراييان” ويُشهد له بالذوق الرفيع والكرم وحسن الضيافة، ويعرف عند كل أبناء المدينة بأنه كان شخصية اجتماعية بامتياز، ولذلك جهّز المقهى عام 1935 بصالة شتوية وأخرى صيفية وثالثة عائلية ليبقى على تواصل دائم مع الأهالي على مدار العام.
وللمقهى زيارات في الذاكرة لاتنسى، منها زيارة الفنانة السورية لودي شامية مع إحيائها حفلة فنية، كما تشرف بزيارة الرئيس جمال عبد الناصر عند زيارته لمدينة القامشلي السورية٬ حيث تناول طعام الغداء فيه، وغنّى فيه المطرب الكردي الشهير محمد عارف جزراوي.
بقلم: لامار أركندي | نقلا عن موقع العين