لا يوجد أغبى من رجل يظن بأنه سيدخل الجنة إذا قتلَ رجلا آخر، ولا يوجد لا أحقر ولا أغبى من رجل يغتصب زوجة رجل آخر بحجة أنها مختلفة مع الغاصب بالدين وبالعقيدة ويسمي ذلك اغتصابا شرعيا ومن ثم يدعو زملاءه لكي يشاركوه وكأنه يدعوهم إلى وليمة غداء فاخر وشهي ودسم. تلك الأمور طبعا لا تحدث إلا في البلدان المتخلفة والمتعصبة دينيا.
ولا يوجد أغبى من هذا الرجل إلا رجلا سمع بهذا وصدق بأن القاتل في الجنة والمقتول في النار، والزاني والمغتصب في الجنة والمزني بها في النار ومن سيصدق بأن المرأة التي اغتصبها أربعون رجلا في ساعة واحدة أن الله سيضعهم في الجنة تكريما لهم على هذا العمل الذي يتطاولون فيه على الله وعلى المجتمع وعلى حقوق الإنسان. ولا يوجد وحش أو ثعبان في الغابة يقتل من أجل أن يتسلى أو من أجل أن يلعب إلا الإنسان. اليوم يقوم أفراد الجماعات التكفيرية المسلحة بالقتل من أجل أن يملئوا الفراغ الذي في حياتهم، فهؤلاء لديهم فراغ ولا يعرفون كيف سيملئون هذا الفراغ إلا بالزنا والاغتصاب المقدس.
هذا الإنسان الذي فعلا لا يقتل من أجل أن يأكل فقط بل من أجل أن يلعب ومن أجل أن يتسلى. ولا يوجد مخلوق على وجه الأرض يقتل من أجل خلاف فكري أو من أجل خلاف في الرأي إلا الإنسان. فهل مثلا بعض الحيوانات تقتل من أجل خلافات فكرية بينها وبين مجموعة حيوانات أخرى؟ والأتراك حين أبادوا الأرمن بسعر الجملة والمفرّد كانوا يبطحون الأطفال في المدارس ويفجروا رؤوسهم بالطلقات النارية ظنا منهم بأنهم بهذا العمل سيرضون الله. والسبب خلاف فكري وخلاف في التحالفات بعد نهاية الحرب العالمية الأولى وحتى لا ينسوا ذكر الله اتخذوا من حلمات أثداء الأرمنيات مسابح يضعوا 100 حلمة في خيط ومن ثم يذكرون الله كثيرا وهم يعدوا بتلك الحلمات، فبدل أن يصنعوا خرزات المسابح من بذر التمر أو الزيتون، لجئوا إلى نضم المسابح من حلمات الصبايا الأرمنيات بعد أن يغتصبوهن ويقتلونهن. ولقد قرأتُ التاريخ القديم والحديث شرقه وغربه وشماله وجنوبه فلم أجد لا أشرس ولا أحقر من الحروب التي تشتعل بسبب الدين أو من أجل الحصول على الجنس، فهؤلاء مرضى مصابون بالهوس الجنسي.