15298.jpg

بولا يعقوبيان كيف ضيّعت سعد الحريري

بولا يعقوبيان كيف ضيّعت سعد الحريري

في المقابلة التي أجرتها الإعلامية اللبنانية بولا يعقوبيان، مع رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري بعدما تلقت اتصالاً منه، في العاصمة السعودية الرياض، استخدمت لعبة المحقق المحتال الذي يطرح أسئلة متلاحقة في سؤال واحد ويضمن لهجته أسلوب الضغط، وكأن بولا كانت تقول للحريري: (لا أريدك أن تجيب على أسئلتي بإجابات جاهزة) وكانت بولا يعقوبيان وفية للمشاهد، تستخدم تكتيكاً ذكياً حين تكرج في سؤالها وتحمله لهجة الشكوى بل التذمر الواضح ما أتعب رئيس الحكومة سعد الحريري وما جعله لمرات يضع عينيه على الطاولة بدل النظر إلى بولا، وحين كان يشعر بالضيق كان يكوز يده ويشتكي من بولا حتى تعب وقال لها ما معناه: “مشكلتك يا بولا ما بتخليني إحكي” ما يعني أنه أراد القول: “مشكلتك يا بولا ما بتخليني إحكي ما حضرته وأنتِ تضيعينني”.

بولا ورغم عشقها لرئيس الحكومة الشيخ سعد الحريري ورغم أنها تعمل في مؤسسته (قناة المستقبل) لكنها كانت تملك من الجرأة والحرفية ما يكفي ويزيد، لتقوم بواجباتها كإعلامية لا تقبل أن تصير “خرقة” بيد هذا النظام وذاك التوجه وتلك الجهة.

بولا وخلال طرحها لأسئلتها خصوصاً في الجزء الأول من اللقاء، كانت تمثلنا وكانت خير إعلامية لا ترخي كتفيها لأقدام تريد أن تعربش عليهما، وهي الآتية من ذاكرة جماعية اسمها المذبحة الأرمنية التي صنعت من بعض الأرمن خانعين يعيشون ليأكلوا لا يأكلون ليعيشوا.. بينما الأرمنية بولا يعقوبيان من صنف مقاتل لكن بهدوء، ودون عصبية، ومقاتلة نظيفة لا تبحث عن اللقمة، لأنها مثقفة وثقافتها ثاقبة أي أنها لا تملك مفاتيح السؤال وحسب بل تستطيع السيطرة على ضيفها لأنها تقرأ لغة جسده وتقرأ نبرة صوته وتلعب عليهما بفطنة خلوقة.

هي الوحيدة تقريباً بعد الإعلامية ماغي فرح المعتزلة، تستطيع أن تحترم ضيفها دون أن تبيع مشاهديها، وبولا يعقوبيان لا تقبض بالسر ومن تحت الطاولات، لقاء موقف أو تسيير عمل إعلامي لأنها ببساطة نظيفة، وعليكم أن تصدقوا ما أقول لأني أعرف كل وضعها المالي.

يبقى أن أعرف منها – وأعرف أنها لن تقول لي الحقيقة في إجابتها على هذا السؤال: هل تعمدّت أن تشير إلى الرجل الذي بان في الكادر وتكذِب من جديد لتقول أنه من التقنيين وليس مراقِباً أمنياً؟

هل فهمت بولا بسرعة أننا أولاد مهنة ونعيش في الاستديوهات أكثر من بيوتاتنا وأننا سنفهم، فأرادتها إشارة خفية لنا، لأننا نعرف أن التقني لا يرتدي بزة رسمية ولا يجمل ورقة بيضاء صغيرة مرتجلة! أي هو لو كان تقنياً وبكامل هندامه ولو كان مدير مسرح مثلاً، وأراد أن يؤشر لشخوص المسرح أو البلاتو، ألا يحمل ورقة كبيرة من صنف الكرتون ليعطي التعليمات كأن يريد القول: رتب الميكرو أو غيرها من الترشيدات التي يقوم بها مدير المسرح الذي يتلقى التعليمات من المخرج وفي هذه الحالة يجب أن تكون “الإير بيس” في أذنه وهذا ما لم نره!؟

الأهم أن بولا كانت بطلة ومعلمة في هذا اللقاء وعلى الجميع من زملائها أن يتعلم منها.

نقلا عن الجرس – بقلم: نضال الأحمدية

scroll to top