قال رئيس مجلس الأعمال السوري الأرميني ليون زكي أن زيارة الوفد الاقتصادي الأرمني برئاسة وزير التنمية الاقتصادية والاستثمارات سورين كارايان إلى دمشق أثمرت عن إدراج أرمينيا كدولة شريك في إعادة إعمار ما دمرته الحرب السورية.
وأوضح زكي، الذي رافق الوفد الأرميني خلال جولته السورية وحضر اجتماعاته المشتركة مع المسؤولين ورجال الأعمال في لبنان قبل قدومه إلى دمشق براً، أن رؤية شاملة تبلورت خلال الزيارة الناجحة التي استمرت ليومين وانتهت في 30 الجاري عن أفق تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين وتبادل الاستثمارات، كما تمخضت عن وضع خطوات ملموسة لتحقيق هذا الهدف وبدعم منقطع النظير من حكومتي البلدين، الأمر الذي أعاد إلى الأذهان الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية إلى المستوى الذي بلغته قبل الأزمة السورية لتجاري العلاقات المرموقة على المستويين الرسمي والشعبي.
وبين زكي أن رئيس مجلس الوزراء السوري عماد خميس وخلال اجتماعه بالوفد الاقتصادي الأرمني، دعا الشركات الأرمنية للمشاركة بفعالية في مرحلة إعادة الإعمار التي ستعيشها سورية مع قرب خروج البلاد من نفق الحرب الظالمة التي عانت منها لأكثر من 6 سنوات، وشدد على أهمية استمرار عمل اللجنة المشتركة السورية الأرمينية وعرض مشاريع الخريطة الاستثمارية التي حددتها دمشق على الوفد الأرمني مع التأكيد على وضع رؤية مشتركة للتشريعات اللازمة لتطوير العلاقات بين البلدين ودراسة التسهيلات الجمركية التي تخدم هذا التوجه.
وأشار زكي إلى أن الجانب الأرميني وعلى لسان الوزير كاريان استجاب للطروحات السورية وأكد أن أرمينيا تفكر جدياً في الاستثمار داخل سورية، واقترح كخطوة أولى تمهيدية تشكيل هيئة خاصة بتنمية التبادل التجاري لتنمية التعاون الاقتصادي والعمل على الإفادة من موقع أرمينيا كعضو في “الاتحاد الأوراسي” لإدخال البضائع السورية عبرها إلى دول الاتحاد واستيراد ما يلزم منها “وهو الطرح الذي طالما رددته على مسامع المسؤولين السوريين والأرمينيين وسعيت لتحقيقه”، بحسب قول رئيس مجلس الأعمال السوري والأرميني.
وأضاف ليون زكي بأن الوزير كاريان طالب في اجتماع الوفد برئيس الحكومة بإعطاء أهمية لإقامة المناطق الحرة بين سورية وأرمينيا وأن يتم التعامل بالليرة السورية في المشاريع المشتركة والتعامل التجاري والاقتصادي بين البلدين، لافتاً إلى أن لدى أرمينيا اهتمام ومقدرة على الدخول في مشاريع إعادة الإعمار بسورية في مجال شق الطرقات وإنشاء الأبنية وإنتاج مواد البناء وتأسيس الشبكات الكهربائية وغيرها من مشاريع البنية التحتية.
وعن دور مجلس الأعمال السوري الأرميني الذي حضر نائبه شاهه يعقوبيان والخازن بدريك أيدنيان اجتماعات دمشق، بين زكي أنه لعب صلة الوصل بين البلدين لتحقيق نتائج مثمرة لهذه الزيارة ودعا إلى وضع الاتفاقيات الموقعة بين البلدين حيز التنفيذ والإفادة من الزخم الذي تقدمه القيادة السياسية في كليهما لتحسين مناخ العلاقات الاقتصادية، وذلك في حديثه خلال اجتماع الوفد الأرميني بوزيري الاقتصاد محمد سامر الخليل والسياحة بشر يازجي ثم بمدير عام هيئة الاستثمار السورية إيناس الأموي وبأعضاء غرفة التجارة والصناعة السورية في مقر غرفة تجارة دمشق.
وكان الخليل أشاد خلال اللقاء بدور المجلس ورئيسه زكي في تحسين روابط العلاقات الاقتصادية بين سورية وأرمينيا قبل وخلال وبعد الأزمة، وهو ما شدد عليه الوزير اليازجي ورئيس اتحاد غرف التجارة السورية.
وأشار زكي خلال اجتماع الوفد الأرميني مع الجالية الأرمنية في صالة كنيسة الأرمن الأرثوذكس بدمشق إلى بعض النقاط السلبية التي تعترض الاستثمار في أرمينيا، وطلب من الوزير كاريان دراستها جدياً والعمل على تفاديها لتطوير العلاقات بين البلدين، كما تحدث عن طرق الاستثمار المفيدة في سورية مثل التشاركية بين القطاع العام والخاص (PPP)، والبناء والاستثمار وإعادة التسليم (BOT) ، وذلك في اجتماع هيئة الاستثمار السورية الذي عرضت فيه الأموي المراحل المطلوبة للحصول على التراخيص وتحويل الأموال والنواحي القانونية للاستثمار في سورية التي تجيز للمستثمر استيراد احتياجاته المعفية من الرسوم الجمركية دون التقيد بأحكام منع وحصر الاستيراد.
وطرح الوزير يازجي خلال لقائه بالوفد الأرميني مواضيع لها علاقة بالنقل السياحي بين البلدين وتفعيل العلاقات بين شركاتهما السياحية والتدريب السياحي والفندقي ووضع برنامج خاص بالاستثمار السياحي وتنظيم الأسابيع السياحية بين البلدين وتبادل المنح الدراسية بينما تفاءل الوزير كاريان بالمستقبل القريب الذي سيؤسس لبرامج تنمية في مجال التبادل السياحي بين البلدين سيما بعد الزيارة التي أثمرت عن توقيع اتفاقيات عديدة سيجري تنفيذها قريباً في هذا المجال.
وختم ليون زكي قوله بأنه اصطحب الوفد الأرميني، الذي رافقه أيضاً خلال اجتماعاته بدمشق سفير جمهورية أرمينيا فيها أرشاك بولاديان، في طريق عودته إلى بيروت حيث التقى أعضاءه مجدداً وتعاهدوا “على شحذ الهمم لاستمرار تطوير العلاقات بين سورية وأرمينيا والتواصل والتعاون المشترك المستمر للوصول إلى الأهداف التي رسمها الطرفان السوري والأرمني خلال الزيارة”.