رحل المترجم السوري نزار خليلي، الثلاثاء في منزله في مدينة كسب عن 92 عاماً، وهو الذي يتقن 5 لغات حية تحدثاً وكتابة، أبرزها اللغة الأرمنية والتي استطاع باتقانه لها أن يترجم عشرات الكتب منها إلى اللغة العربية.
تعلم “خليلي” اللغة الأرمنية عندما كان مدرساً لطلاب لا يتحدثون لغة أخرى غيرها، فعلمهم العربية وتعلم منهم الأرمنية، قبل أن يطور نفسه ويتمكن منها بشكل جيد جداً ويصبح واحداً من أهم المترجمين عنها إلى العربية في سورية.
أشهر الكتب التي ترجمها “خليلي” كتاب المراثي وهو أحد الكتب المقدسة لدى الأرمن، وقد برع في ترجمته حتى أن المطران “بطرس مرياتي” مطران الأرمن الكاثوليك في مدينة حلب وصف عمله بـ “العظيم”.
“خليلي” لم يكن مترجماً فحسب وإنما كتب الشعر والقصة القصيرة وألقى عشرات المحاضرات في المحافل الدولية والعربية، وقد اتجه نحو الشعر بدافع الغيرة عندما كان مدرساً حيث كان زملاؤه من المدرسين شعراء ومثقفون، فعمل جاهداً حتى أصبح مثلهم وأفضل.
رأى “خليلي” أن الأدب الأرمني يشبه الأدب العربي فالكوارث والمصاعب التي عانى منها الأرمن تشابه إلى حد ما الكوارث التي تعرض لها العرب، وهذا ماشده لترجمتها بحسب مانقل عنه موقع “عالم نوح” في لقاء خاص قبل رحيله.
ترجم خليلي أكثر من 35 كتاباً تنوعت مابين الأدب والدين والطب، بالإضافة للكثير من المقالات التاريخية والأدبية، ونال ميدالية الشرف من الرئيس الأرمني عن ترجمة كتاب “تاريخ الأرمن”.
وخليلي من مواليد حلب عام 1925، عمل مدرساً لمادة اللغة العربية في مدرسة “زافاريان” بحلب. ثم عمل موظفاً في مؤسسة الخطوط الحديدية بحلب بين الأعوام 1947-1983، حاصل على شهادة دكتوراه شرف من جامعة موسكو عام 1986، وشهادة بروفسور شرف من جامعة آسيا وأفريقيا في جمهورية جيورجيا عام 1998، يتقن اللغات الأرمنية والانكليزية والفرنسية والتركية .
قام في عام 1955 بترجمة قصص عربية تراثية وأشعار ودراسات عن كبار المفكرين والشعراء العرب إلى اللغة الأرمنية .
كما قام بترجمة بعض الأعمال الأدبية في الأدب الجيورجي من الفرنسية الى اللغة العربية منها:
– (الفارس في إيهاب النمر) للكاتب الجورجي شوتا روستافيلي، 1984.
– (قدر جيورجيا) للشاعر الجيورجي نيقولوز باراتاشفيلي، 1987.
– (الناسك) للشاعر ايليا جافجافادزه، 1987.
– (خمس قصص من الأدب الجيورجي)، 1988.
– (المؤدب)، للشاعر أكاكي تسيريتيلي، 1988.
أما ترجماته عن الأرمنية إلى العربية فهي:
– (سيامانتو وخجه زاره)، للشاعر هوفانيس شيراز، 1972.
– مسرحية (المتسولون الشرفاء) للكاتب هاكوب بارونيان عام 1960.
– (حكايا للأطفال) للكاتب هوفانيس تومانيان ، 1968.
– (مخياتار هيراتسي) لأرزدرون كدزويان، 1972,
– ثلاثة كتب من تأليف الدكتور روبير جيبيجان، 1974.
– (آلام مكبوتة) لكريكور زوهراب، 1975.
– (أوديك ايساهاكيان) لطوروس طورانيان، 1975.
– (رنات صامتة) لزافين دولابجيان، 1977.
– (حب وحب) للوسي سولاحيان، 1985.
– (المعلم الأخير) لفارتكيس بيدروسيان، 1985.
– (قلوب حائرة) للوسي سولاحيان، 1987.
– (الدراجة الحمراء) للوسي سولاحيان، 1988.
– (جيورجيا والشعب الجيورجي) لطوروس طورانيان، 1989.
– (يوميات ضايط في الجيش السوفيتي) لسيرو خانزاتيان، 1991.
– (الصقر الأخضر)، لكيورك ايبجيان، 1993.
– (صوت من جبال كسب) قصص قصيرة لزوهراب عنتبليان عام 1993.
– كتاب (المراثي) الملحمة الشعرية لكريكور ناريكاتسي، 1994.
– (وثائق تاريخية عن المجازر الأرمنية عام 1915)، 1995.
– (تاريخ الأرمن من البداية وحتى القرن الخامس الميلادي)، 1999.
– (الذبيجة) رواية لآرام سيبيتجيان، 2004.
كما قام عام 1995 بترجمة كتاب (رسوم ومعارف) لمؤلفه طارق ممتاز بازغان الب عن اللغة التركية. وهكذا مجموع الأعمال الأدبية التي قام بترجمتها نزار خليلي تجاوزت خمسة وثلاثين عملاً مطبوعاً.
حاصل على العديد من الأوسمة والجوائز، نذكر منها:
– درع الشهباء من الجمعيات الثقافية في حلب عام 2000.
– وسام “موفسيس خوريناتسي” من رئيس جمهورية أرمينيا روبيرت كوتشاريان قدم في قنصلية جمهورية أرمينيا بحلب، بحضور السفير ليفون سركيسيان الذي قلده الوسام.
– وسام ذهبي من مطران الأرمن الكاثوليك بحلب بطرس مراياتي، بمناسبة مرور 80 عام من عمره و60 عام من عمله في الترجمة الى العربية.
– درع من جريدة (زاغيك) في بيروت بمناسبة إقامة احتفالية لتكريمه. إضافة إلى العديد من الميداليات الذهبية والفضية وشهادات التقدير.