سأل الأمين العام لحزب الطاشناق النائب هاغوب بقرادونيان في كلمة له خلال المهرجان الذي أقامته الرابطة السريانية في لبنان في ذكرى الشهداء السريان في قاعة قدامى الحكمة في الاشرفية إلى ان “هل نحيي ذكرى الشهداء لأننا مسيحيون مؤمنون، واجب علينا الاحترام والصلاة على ارواحهم؟ هل نحيي ذكرى الشهداء لاننا ملزمون ان نحفظ ارث الشهداء؟هل نحيي ذكرى الشهداء لاننا ورثنا من ابائنا واجدادنا هذا الواجب؟هل ذكرى الشهداء مناسبة لاظهار القوة وامكانية حشد الجماهير واطلاق مواقف سياسية؟ هل نحن نجتمع رجال دين وسياسيين وقيادات لنبرر فشلنا في الحياة العامة ونطلق شعارات تتبخر فور نزولنا من المنبر؟هل علينا ان نحدد تواريخ معينة لنجتمع ونتذكر الشهداء ثم ننصرف الى عملنا اليومي وكأننا قمنا بالواجب؟هل نحيي ذكرى الشهداء لاراحة الضمير واظهار العالم باننا مجتمع حضاري لا ينسى شهدائه؟ هل نحن عشاق الشهادة؟”.
وأشار إلى أن “اسئلة كثيرة واسئلة اكثر اطرحها على نفسي ونطرحها على انفسنا بالتاكيد كلما نجتمع بمناسبات احياء شهداء احزاب ومناطق وطوائف وشعوب ودول والسؤال يبقى كالمطرقة والمطرقة تدق وتدق في زمن النفاق والجشع، في زمن الظلم والانهيار الاخلاقي، في زمن لاانسانية الانسان، في زمن الانسان الذي تحول الى سلعة وحوّل نفسه عبدا” للمال، في زمن الديمقراطية المزيفة وحقوق انسان الاقوياء، في زمن الاستقالة من القيم الانسانية والتقاليد العريقة التي تحافظ على الامم والشعوب، في زمن الاستسلام الطوعي للعولمة الفاحشة في زمن الارهاب المنظم والارهاب الدولي وارهاب الدولة هل لنا ان نحيي ذكرى الشهداء؟ وهل احياء ذكرى الشهداء فقط لنتذكر ونذكر؟”.
ولفت إلى أن “اليوم بمناسة ذكرى شهداء السريان، ذكرى شهداء الامس البعيد والامس القريب وشهداء اليوم في مناطق سورية مختلفة وفي نينوى وموصل وفي تركيا، التي كانت منذ العصور ولا تزال موطن الارهاب والابادة، انا اللبناني الارمني اقف هنا لاقول اننا نعتبر كل الشهداء السريان شهداء ارمن، سقطوا عبر التاريخ وحتى اليوم لاهداف سامية اقلها الحفاظ على الذات والدفاع عن هويتهم التي هي اساس هوية هذه المناطق”، مشيراً إلى أن “ذاكرة مشتركة تربطنا، ذاكرة بتاريخ مشترك وحياة مشتركة في مناطق تواجدنا، ذاكرة ظلم وقمع واستبداد تعرضنا لها سويا على يد مستبد مشترك ابى ان يعترف بابسط حقوق الانسان، بحق العيش الكريم وبحق عبادة الرب وبحق الحفاظ على الهوية الخاصة”.
وأضاف ان “تاريخ شهادة يربطنا، الشهادة لاجل الكرامة والعزة والتشّبث بالارض والوطن، الشهادة لاجل الحفاظ على مسيحيتنا والمطالبة باحترام معتقداتنا، كما نحن احترمنا ونحترم معتقدات وحقوق وخصوصيات الاخر ونعم نحن والسريان عشنا سويا في بقع جغرافية مختلفة واصبحنا سويا” اقوياء في معمودية دم واحدة، ناضلنا وكافحنا لكي نبقى ملح هذه الارض وتعرضنا للابادة سويا، وتهجرنا سويا وتشردنا سويا، عشنا في مخيمات سويا، تضامنا سويا لبناء لبنان ودافعنا سويا عن وحدة لبنان واستقلاله وسيادته وحريته، وسويا سقط الشهداء لاجل الدفاع عن لبنان كلّ في خندقه ولكن للهدف ذاته واليوم ايضا وامام الارهاب التكفيري بقينا سويا واستشهدنا سويا وتعرض رجالنا للخطف سويا وحملنا ارث الشهداء والشهادة سويا”، مشيراً إلى “اننا نفتخر باننا والسريان عشنا ولا نزال في تاريخ عيش مشترك، وعشنا في لبنان ولا نزال لاننا نؤمن بلبنان، نموذج العيش الواحد بين الطوائف والقوميات حيث لا اكثريات ولا اقليات، ولا منّة من احد على احد ولا فحص دم كل يوم”.