برعاية وزارة السياحة السورية ومطرانية الأرمن بحلب قدم 42 عازفاً من أوركسترا دمشق يرافقهم 26 من جوقة ناريغاتسي حفلاً موسيقياً بعنوان (من رماد الحرب حلب تنبض بالموسيقا) تألف من 12 مقطوعة موسيقية بقيادة المايسترو الأب الياس جانجي وأوركسترا دمشق بقيادة الفنان محمد زغلول وذلك في الكنيسة المارونية في ساحة فرحات بحي العزيزية.
وأشار الأب جانجي إلى أن هذا الحفل قد عرض في قلب كنيسة تهدمت على يد الإرهاب، فحلب ما زالت باقية لأن أهلها صبروا وصمدوا مع أولادهم واليوم نقدم أصعب أعمال موزارت لأنه عندما تكون الإرادة قوية فالعمل الصعب يصبح سهلاً، وإن هذا الحضور الكبير لأهالي حلب هو بمثابة رسالة مفادها أننا سنبقى معاً وهذا العمل يشهد بإنسانيتنا من خلال تقديم أعمال موزارت.
بدوره الفنان زغلول بين أن الحفل ” جاء تعبيراً عن الفرح بانتصار حلب الصمود التي نفضت غبار الإرهاب عنها وهي اليوم تفوح بعطر الموسيقا التي تجسد إرادة الحياة مشيراً إلى تفاعل الجمهور الحلبي الذواق معهم.
ولفت الموسيقي سمير كويفاتي إلى أن هذا الحفل هو الرد الواضح على كل أشكال الحقد والكراهية ومن هذا المكان (كنيسة الموارنة) الذي يتحدث عن نفسه لقد أدينا اليوم صلاة السماء من خلال الموسيقا.
ونوه المطران يوسف طوبجي رئيس الطائفة المارونية في حلب بهذا الحفل المميز مشيراً إلى أن الرسالة التي تم إيصالها اليوم هي ” رسالة المحبة والمسامحة والمساواة كالترنيمات التي قدمتها الجوقة وهي: ” قدوس قدوس – غلوريا “وتم تجسيدها بلغة الموسيقا وهي لغة الروح التي يتشارك بها كل البشر على مختلف ثقافاتهم في مواجهة لغة الحرب والقتل والدمار.
يشار إلى أن جوقة ناريكاتسي أسسها المايسترو الراحل بوغوص عباجيان عام 1983 بهدف إحياء الموسيقا الكلاسيكية وتابع بعد وفاته قيادة نشاطها الأب جانجي منذ عام 2010.
والأب الياس جانجي من مواليد حلب ودرس في معهد صباح فخري لمدة ست سنوات متخصصاً على آلة الكمان كما درس العلوم الموسيقية في جامعة الكسليك بلبنان مدة خمس سنوات متخصصاً في علم الهارموني وتأليف الأصوات الموسيقية ثم درس في معهد الموسيقا المقدسة التابع للفاتيكان متخصصاً في علم قيادة الفرق الموسيقية وتابع دورات تدريبية لقيادة الأوركسترا في كندا وأرمينيا وقاد حفلات موسيقية عدة داخل وخارج سورية.
حضر الحفل عبد الله حنيش عضو قيادة فرع حلب لحزب البعث العربي الاشتراكي وهوري أبا هوني عضو المكتب التنفيذي لمجلس محافظة حلب وعدد من المعنيين والمدعوين.