أعيد اليوم افتتاح الكنيسة الإنجيلية الأرمنية في بلدة كسب باللاذقية بعد إعادة تأهيلها من الأضرار الناجمة عن الاعتداءات الإرهابية حيث أقيم فيها قداس إلهي بحضور فعاليات رسمية وشعبية.
وأعقب القداس كلمة للقس هاروتيون سليميان رئيس طائفة الأرمن البروتستانت في سورية أكد فيها أن إعادة افتتاح الكنيسة دعوة لكل أبناء المدينة للعودة إليها وهي رسالة للعالم بأن سورية الوطن الذي ضحى بلا حدود وأعطى دون مقابل وحمى شعبه دون تفرقة بين أبنائه يرحب بالجميع للعودة إليه.
كما شدد سليميان على أن أبناء سورية سيدافعون عنها ضد كل من يمس سيادتها وحدودها واصفا إعادة ترميم الكنيسة ووضعها في الخدمة بمثابة إطلاق لمشروع إعادة إعمار سورية بصمود شعبها وقوة جيشها وحكمة قيادتها.
حضر الافتتاح والقداس محافظ اللاذقية إبراهيم خضر السالم وأمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي الدكتور محمد شريتح ورئيس اتحاد الكنائس الإنجيلية الأرمنية في الشرق الأدنى القس مكرديج كراكوزيان.
وفي تصريحات صحفية بعد انتهاء القداس أشار المحافظ إلى أنه تم ترميم الكنيسة بعد عودة الأمن والاستقرار إلى مدينة كسب على أيدي أبطال الجيش العربي السوري وتطهيرها من رجس الإرهاب وإعادتها أفضل مما كانت عليه وقال “سينسحب ذلك على جميع الأرض السورية حيث سيعاد بناؤها منازل ومعامل وسدودا وسيبقى السلاح بيد واليد الأخرى لإعمار سورية من جديد”.
من جانبه أوضح شريتح أن مسيرة الحياة والإيمان والانتصار مستمرة في سورية الوطن الذي كان وما يزال رمزا للوحدة الوطنية بين جميع أطيافه مبينا أن إعادة افتتاح الكنيسة إنجاز كبير لرفع كلمة الحق والعودة إلى حضن الوطن بقوة الجيش العربي السوري وكلمة الإيمان من القساوسة الذين أصروا على إعادة هذا الصرح أفضل مما كان ليثبتوا للعالم أن سورية انتصرت على الإرهاب وهي على موعد قريب مع نصر كبير يعبر عن قوتها ومنعتها.
وشدد كراكوزيان على أن الحق ينتصر على الباطل كما أن الحياة تنتصر على الموت وأن الأرض يتم الحفاظ عليها بالدماء وبالتالي فإن تضحيات الشهداء من الجيش العربي السوري البطل لإعادة الأمن والاستقرار إلى مدينة كسب تستحق التكريم والوفاء واصفا أرض سورية بالطيبة التي ليست فقط وطن الحضارة والإخاء وإنما وطن الحياة وبما أن الحياة تنتصر على الموت فسيبقى “الأرمن مع كل أبناء وطنهم على العهد للحفاظ على كل شبر من هذه الأرض وإعمارها أفضل مما كانت”.
من ناحيته قال سليميان “نقول للعالم إن السوريين شعب واحد لا يفرقهم أي شيء وأن صمودنا حقيقي له ترجمة حياتية وما إعادة إعمار الكنيسة إلا دليل واضح على إيماننا بالحياة وعلى أن الإيمان موحد في سورية مسيحيين ومسلمين لأن محبة الله كبيرة تضم كل أبناء الوطن”.
وقال الشيخ عصام فاروسي خطيب جامع كسب أن “سورية هي البيت الذي تربى فيه السوريون وسيدافعون عنه إلى الأبد بتلاحمهم مع قيادتهم وجيشهم الذي بفضل تضحياته تمت إعادة افتتاح هذه الكنسية” مؤكدا أن الإسلام دين محبة وسماحة وينبذ الإرهاب والإرهابيين وكل أعمالهم القذرة التي تفرق بين أبناء الوطن.
وكان السالم وشريتح قد رفعا في وقت سابق اليوم سارية للعلم السوري وسط الساحة في مدينة كسب.
حضر الافتتاح قائد شرطة المحافظة اللواء ياسر الشريطي وعدد من رجال الدين المسيحي والإسلامي وأعضاء مجلس الشعب عن المحافظة وحشد كبير من أبناء مدينة كسب.
يشار إلى أن تاريخ بناء الكنيسة يعود إلى عام 1909.