صورة نادرة للاجئين الأرمن وهم يغادرون من ميناء الاسكندرية الي أرمينيا أواخر الأربعينات ومكتوب علي الباخرة رسالة شكر وعرفان للملك فاروق وللشعب المصري علي حسن الضيافة.
مصر استقبلت أعداد كبيرة من اللاجئين الأرمن الذين هربوا من الاضطهاد التركي في الحرب العالمية الأولي حيث كانت الإبادة الجماعية الأرمنية والمعروفة بكونها أول عملية تظهير عرقي في القرن العشرين.
منحتهم السلطات المصرية حرية ممارسة شعائرهم الدينية وبناء كنائسهم ومدارسهم وحتي إصدار صحف خاصة باللغة الأرمنية لدرجة تحولت الجالية الأرمنية في مصر في الأربعينيات إلى أكبر جالية أرمنية في العالم تعيش خارج أرمينيا!
اندمج الأرمن في المجتمع المصري مع احتفاظهم بهويتهم القومية وكانت لهم إسهامات كبيرة في الصحافة، الطب والفن وربطتهم بعموم المصريين علاقة مودة واحترام استمرت حتي مع بدء العودة الي أرمينيا أواخر الاربعينات أما من بقي في مصر فقد حصل علي الجنسية المصرية.
تناقصت أعداد الأرمن في مصر بعد 1952 مع سياسات التأميم وفضل الكثيرون العودة للوطن الام في أرمينيا. لكن من رحل أو بقي لا يزال يذكر بتقدير موقف مصر التي كانت ملاذ للمستضعفين في العالم بغض النظر عن دينهم أو جنسهم.