وجه رئيس جمهورية أرمينيا سيرج ساركيسيان خطاباً بمناسبة الذكرى الثانية بعد المئة للإبادة الجماعية الأرمنية حسب ما افاد المكتب الإعلامي التابع لرئاسة جمهورية أرمينيا.
وجاء في كلمة ساركيسيان:
“أيها المواطنون الأعزاء،
اليوم هو الرابع والعشرون من ابريل نيسان يوم ذكرى ضحايا الإبادة الأرمنية الذي نحيي فيه ذكرى الشهداء المقدسين. إن الجريمة التي ارتكبت تحت غطاء الترحيل كانت برنامج الدولة العثمانية الذي نُفذ بصورة استثنائية وبحرص وبعنف غير مسبوق.
في الرابع والعشرين من ابريل نيسان انقسم التاريخ الأرمني الذي يُقاس بآلاف الأعوام الى قسمين وهما تاريخ ما قبل تلك المأساة وتاريخ ما بعدها. لقد انتشر بقايا الأرمن الغربيين الذين تخلصوا بأعجوبة في العالم بأسره وشكلوا المهجر الأرمني.
إن خسائر الأرمن المادية والثقافية والسياسية هائلة ولا تقاس ولكن الخسارة الأكبر هي الناس الذين كانوا يحملون قيم حضارة ثرية وقديمة. واجبنا نحن الأحياء ألا نتذكرهم ونحترمهم فقط وإنما أن نعيش ونناضل بجهود مضاعفة عوضاً عنهم أيضاً. يجب أن نعيش ونعمل ونناضل برؤية حيوية للعالم مصدقين بالخير والانسانية والعدالة.
لقد مرّ أكثر من قرن على عام 1915 ذلك التاريخ المروع. نعلم بما شهدناه خلال هذه الفترة، ونعلم أننا تغلبنا على الموت. المعركة البطولية في ارتساخ هي الشهادة والدليل على أننا لن نسمح بإبادة جديدة. لن نسمح أبداً بعد الآن. إن نهضة الشعب الأرمني حقيقة وقد تحققت هذه النهضة بفضل أبناء الشعب الذي قام مجدداً. قيام الدولة الأرمنية على الأرض الوطنية تحقق بفضل أولئك الأبناء، والنهضة الثقافية والعلمية تحققت بفضل اولئك الأبناء. وفي هذه الفترة أعطينا للعالم مجموعة من عباقرة الفكر الابداعي. وقد علم العالم بواسطة كبار الأرمن ماذا حدث لنا وعَرِف بأنهم أبناء أمة ظهرت على حافة التطهير. أذكر كل هذا للإشارة الى الطاقة الحيوية والإبداعية الهائلة لشعبنا وإيماني العميق بإمكانياتنا وغَدِنا.
نعم، في العام 1915 ظهرنا في جحيم، ولكن إذا كنا قد وجدنا القوة في أنفسنا على طريق العودة الى الحياة لتحقيق انجازات كبيرة فإننا في ظروف الدولة المستقلة سنقوم بالشيء الكثير في القرن الحادي والعشرين.
اليوم، في الرابع والعشرين من ابريل نيسان، يوم احياء ذكرى ضحايا الإبادة الأرمنية، سنصعد الى مرتفع تزيتزيرناكابيرد وسنزور نصباً تذكارية أخرى في مختلف مناطق أرمينيا وخارجها. لنتذكر أن هذه المسيرة السنوية هي مسيرة شعب ولد من جديد لم ينسَ ما ترك وراءه، ولكنه ينظر بثقة الى أمام”.