قررت بلدية كولن بألمانيا إنشاء نصب تذكارى يجسد مجازر الإبادة الجماعية الأرمنية التي ارتكبتها السلطات العثمانية بحق مواطنيها من أرمن الأناضول مطلع القرن الماضي والتي راح ضحيتها مليون ونصف المليون من الأرمن، ما كان يشكل ثلثي الأمة الأرمنية آنذاك.
هذه الخطوة من قبل سلطات مدينة كولن أثارت غضب تركيا وطالبت جمعيات تركية ناشطة في ألمانيا بلدية المدينة بالعدول عن القرار. ووفقا لوسائل إعلام تركية عقد ممثلون عن 44 جمعية تركية مؤتمراً صحفياً في مدينة كولن، وجّهوا خلاله نداءً إلى إدارة البلدية للعدول عن القرار.
وخلال المؤتمر الصحفي أدعى رفعت أوزتورك ممثل إحدى الجمعيات أنّ “سماح بلدية كولن ببناء نصب أرمني يعد خطوة استفزازية من شأنها فتح نقاش سياسي والمساس بقيم مجتمع تبنّى مبادئ السلام والديمقراطية كأساس في التعامل مع باقي المجتمعات”.. متناسيا أن بلاده تركيا حتى اليوم لا تسمح لأي من مواطنيها بالتفوه بكلمة إبادة للإشارة إلى الأحداث التي تعرض لها أرمن الأناضول مطلع القرن الماضي.. بل أكثر من ذلك فإن أردوغان لا يتردد قيد أنملة في زج مواطنيه الأتراك في السجون بمجرد التطرق للمأساة الأرمنية بحجة إهانة الهوية التركية.
يذكر أن العلاقات بين ألمانيا وتركيا شهدت تدهورا بعد إقرار مجلس النواب الألماني العام الماضي قانونا اعترفت بموجبه برلين رسميا بالإبادة الجماعية الأرمنية كما تصاعدت حدة الخلافات مؤخرا بعد حادثة إلغاء خطابات لوزراء ونواب أتراك في ألمانيا أمام تجمعات لتأييد التعديلات الدستورية التي يعتزم نظام أردوغان إجراءها في تركيا.