النازية … مصطلح أطلقه الألمان على أتباع هتلر و تضمنت هذه الكلمة في فحواها التمسك بالعرق الواحد و رفعه حتى لو كان فوق جماجم الغير. ولكن النازية لا تمثل عرق معين أو جنس معين حسب إدعاء من ابتكره بل تمثل فقط هتلر وأتباعه الذين عفا عليهم الزمن، و لم يكن غالبية الألمان يؤيدون فكرة هتلر في فوقية عرقهم، ولكن هناك مصطلحات تتشابه بالنازية والنازيين كالفاشية والشوفينية و الإسلامية السلفية و الوهابية و التترية المغولية العثمانية والصهيونية و كل هؤلاء بدورهم يريدون قمع الغير برفع ذاتهم بدون إستثناء و جميعهم أشد فتكاً من النازية.
كل هذه المصطلحات عندما يطلق على إنسان عاقل يشعر بـ الغضب والتذمر . ولكن لا يمكن لإنسان أن يطلق صفة الصهيونية على صيني أو ياباني مثلا كما أننا لا يمكننا أن نصف الاسترالي بالشوفيني أو الفاشي و لا حتى يمكننا ان نصف البرازيلي والأرجنتيني بالسلفي أو العثماني أو التتري، و عند وصفك إنسان ذو أخلاق وقيم بصفة قذرة تكون بذلك قد رميت أخر كرت كنت قد احتفظت به.
و بعد الأزمة المتصاعدة بين تركيا و أوروبا ( ألمانيا و من ثم هولندا و ألخ…)، اتهمت تركيا السياسيين الهولنديين بفلول النازية بعد أن رفضت هولندا أن تسمح لمسئولين أتراك بالنزول في مطاراتها . وتكرر ذات الشيء عند إعترف البوندذتاغ الألماني بالإبادة الجماعية الأرمنية قبل أقل من عام، وحينها حاول الأتراك إستفزاز الألمان و تذكيرهم بجرائم هتلر ضد اليهود و كأنه تناسى أن الألمان بانسانيتهم اعترفوا بجرائمهم و قدموا للضحية الإعتذار والتعويض والدعم حتى يومنا هذا.
و الأقذر من هذا أنه يصف الهولنديين بفلول النازيين و كأنه من الجنة، ربما أردوغان مصاب بمرض الزهايمر ونسى ماضيه و تاريخ أجداده الدموي، لم يتذكر الأرمن …الكلمة التي ترعب كل تركي منزوع الضمير. أو ربما لم يسمع عن جده السلطان عبد الحميد الذي قتل ٣٠٠ ألف أرمني في الفترة ما بين ١٨٩٤-١٨٩٦، و ربما نسي عمه طلعت باشا الذي أمر بإبادة الجنس الأرمني وإنهاء وجوده من كوكبنا مع حفظ نسخة أرمنية محنطة في المتحف العثماني في عام ١٩١٥.
إن كان أردوغان يسمح لنفسه بوصف أرقى شعوب الأرض بالنازيين فعليه ان يعلم انه بوصفه هذا يكون قد غير المعنى لكلمة النازية و حولها من شتيمة إلى مدح. إن كانت النازية تعني من يطردك و يرفض دخول قذارتك إلى بيته فيسرني ان اخبرك ان ٧٠٠ مليون أوروبي يرفضونك فهم جميعهم نازيون، و كن على ثقة أن القارتان الأمريكيتان أيضاً يرفضونك فهم بنظرك نازيون.
لكن سؤالنا لك ماذا ستصف ٩٠ مليون مصري الذين يرفضونك. هل هم نازيون أيضاً؟ وماذا تسمي اليونان والأرمن والأكراد … جميعهم نازيون؟
وما رأيك بالعربي الذي يفتخر بقوميته العربية و التي كان اجدادك إحدى أهم عوامل و أسباب تراجعهم بإستعبادكم لهم ٤٠٠ عام، هل هم نازيون؟
كل من يكشف عورتك فهو نازي..
يسرنا إذا ان نعلمك ان النازية إنتهت لكن العثمانية والتترية لم تنتهي بعد لأنكم حتى اليوم ترفضون الاعتراف بجرائمكم و التصالح مع ماضيكم القذر لا بل أنتم مستمرون بدعمكم للدواعش وأمثالهم وبدون حياء.
بقلم: ساكو هوفهانيسيان | نقلا عن صفحة القضية الأرمنية