أعزاء الأرمن في الشتات،
يشرفني أن أوجه هذا النداء لكم ولكل من يهتم بأرمينيا للمشاركة في بناء مستقبل الوطن.
إن أرمينيا والشتات هما جزءان من وحدة متكاملة تربطهما التاريخ الواحد، المصير الواحد، والقلق المشترك على مستقبل الوطن. إن شعورنا المتبادل بالمسؤولية تجاه الآخر يدفعنا الى توحيد جهودنا، ومضاعفة إمكانياتنا في سبيل تقويم وضعنا في المجتمع الدولي. ليس لدينا خيار آخر سوى بناء دولة قوية وعادلة، ووطن أفضل.
لقد حان الأوان أن نوجه النداء لأنفسنا ونقول: إننا نستطيع التغير فقط بجهدنا وبعقولنا.
لقد حققنا نجاحات على درب الإستقلال، وبنفس الوقت ارتكبنا أخطاء مشروطة بعوامل موضوعية وذاتية. ونحن ندرك أنه ليس لدينا الحق في التقصير أو أرتكاب أخطاء مماثلة بعد الآن.
إن الموقع الجغرافي لبلدنا والتحديات التي يواجهنا يتطلب منا أن نكون اذكياء وأن نستخدم بذكاء مزايانا التنافسية. إن ثروتنا اليوم تحدد ليس بالنفط والغاز، بل بالقدرات البشرية الذكية الموجودة كما في أرمينيا، كذلك في الشتات وآرتساخ.
والأن حيث نحن ذاهب الى إصلاحات في سبيل بلوغ ذلك الأفق لدينا صيغة واضحة، وهي: فريق وطني وإرادة وطنية، مع إدارة ذكية وبرامج ذكية التي ستعطي دفعة قوية لإحداث التغيير النوعي في البيئة الإجتماعية.
إننا ندعوا الإداريين والفنانين والأدباء ورجال العلم والتربية في المهجر والمعروفين دولياً، المشاركة في الإصلاحات الجارية في البلاد، وذلك قبل كل شيء، لجلب ثقافة إدارية جديدة، ولتسخير أفضل القدرات الفنية للمختصين في الشتات وإمكانياتهم لخدمة تحقيق الأهداف العامة.
وبهذا المفهوم فإن وجود الشتات هي ميزة بالنسبة لنا وعدم استخدام قدراتها يعني التقوقع واظهار الأنانية. أما التقاعس في تقديم العقول النييرة الموجودة في الشتات لزملائنا ولشبابنا ولطلابنا، يعني التقليس من فعالياتنا في عالم اليوم المتغير بسرعة.
إن ثقافة الشتات يجب أن يكون حاضراً في حياتنا. وانا واثق أن كل تفاعل مع أبنائنا في المهجر، يمدنا بشحنة وحماس جديدة قد لا يمكن تقييمها آنياً، ولكن بالنتيجة سوف يؤدي بالتأكيد الى تغيير في الرؤية، والتسامح لوجوهات النظر، وتحقيق فعالية اكبر في الإدارة والعمل. وهذا سيكون نجاحنا جميعاً.
أبناء وطننا الأعزاء،
إنني على ثقة بأن بمشاركتكم الفعالة سوف نستطيع تحقيق نتائج سريعة في المجالات الأساسية وبناء أنظمة إقتصادية وصحية وتعليمية متطورة في المنطقة.
علينا أن نكون منفتحين ومتسامحين على تطورات العالم الخارجي، مع الحفاظ على قيمنا التقليدية. ومن خلالكم علينا أن نقترض ونكتسب أفضل المهارات الثقافية للشعوب الأخرى، ونجعل أرمينيا أكثر تعرفاً في العالم.
وبصرف النظرعن البلد الذي نعيش فبه، لدي قناعة داخلية بأن همكم الأكبرهو أرمينيا، وكل شعور فخر وإعتزاز تحسون بها مشروطٌ ايضاً برفاهة أرمينيا. لذلك علينا قيام بكل ما بوسعنا لتقوية بعضنا البعض، ولتوحيد جهودنا في سبيل بناء مستقبل وطننا، ليكونوا أطفالنا واثقين بأن أرمينيا لم يكن أقل مرتبتاً عن تلك الدول المتقدمة، حيث الأرمن يذهبون غالبا سعيأً لحياة أفضل.
كونوا على ثقة أن أرمينيا ستكون أفضل بلد من أجل الأرمن.
وكل فرد حريصٍ على مستقبل بلدنا، وكل أرمنيٍ قلقٍ او ذو نداء في قلبه، له عمل على هذا الطريق.
لدينا جميعا، رؤية واحدة يجب ان نتكاتف حولها، بصرف النظر عن إنتماءنا السياسي او وضعنا الإجتماعي، وهي، جعل أرمينيا قوية ومعتزة، حامية لقيمها التاريخية وتقاليدها، وبنفس الوقت معاصرة وفخورة.
إذاً أدعوكم. لنشارك جميعاً في بناء وطنٍ كهذا، لكي نسمي انفسنا بكل اعتزاز بأننا أرمن.
مع جزيل الحب نحن في انظارك
للاستفسار او اعادة الاتصال يمكنكم الاتصال بمستشاري الخاص ارمين افاك افاكيان عبر البريد الالكتروني [email protected] او الاتصال على الرقم 515789(0037410).