منذ اليوم الأول لتوليه سلطة أقوى دولة في العالم لم يتردد رئيس الولايات المتحدة الجديد دونالد ترامب في إصدار القوانين والمراسيم الخاصة بالوعود التي قدمها أثناء حملته الإنتخابية.
أصدرا قرارا بالشروع ببناء الجدار الفاصل مع المكسيك متوعدا بجعل المكسيك تدفع ثمنها في النهاية وأصدر أوامره بوقف إدخال مواطنوا عدة دول إلى بلاده حتى إشعار آخر. وعد بمحاربة داعش والجلوس مع بوتين.. والكثير الكثير.
أرمن الولايات المتحدة بلوبياتهم ومنظماتهم لم يدعموا أيا من المرشحين للانتخابات الرئاسية الأمريكية هذه المرة وبالتالي لم يطلبوا وعودا لا من ترامب ولا من كلنتون بشأن إعتراف الولايات المتحدة الأمريكية الرسمي آخيرا بفاجعة الأرمن الكبرى لسنة 1915، ربما إيمانا منهم أن ما يقوله المرشح أثناء حملنه الإنتخابية ليس بالضرورة أن يكون ما يقوم بفعله بعد دخوله البيت الأبيض..
ولكن.. ترامب على ما يبدو مختلف تماما.. إذ يبدو أن همه الوحيد – على الأقل حتى لحظة كتابة هذه السطور – هو تنفيذ ما وعد به. هو لم يعد الأرمن بأي شيء. والأرمن لم يطلبوا منه أصلا أي شيء. ولكن، هل يفعلها فعلا ويضمن أمريكا أخيرا إلى قائمة الدول المعترفة رسميا بالإبادة الجماعية الأرمنية؟
ليس مستبعدا أبدا على ضوء القرارت السريقة والكبيرة التي يتخذها هذا الرئيس أن تكون إحدى أهم قراراته في أبريل/نيسان المقبل الإعتراف الرسمي بإبادة العثمانيين لأرمن الأناضول.. لما لا؟ أليس العثمانيون أرباب الدواعش صانعوها.