خلال مهرجان القاهرة السينمائي الدولي 2016 عُرض فيلم “إحنا المصريين الأرمن”، وهو فيلم تسجيلي مدته 90 دقيقة.
الفيلم يحكي عن المصريين الأرمن في مصر، وأكثرهم من الجيلين الثالث والرابع وقليل من الجيل الثاني، بالإضافة إلى تعليق الكاتب إبراهيم عبدالمجيد على المجتمع المصري عمومًا، والسكندري خصوصا، من حيث تقبل الآخر والتعايش.
المجيئ الي مصر
بدأ الفيلم بمشهد لـ”جرامافون” يدوي، يدار بـ”المنفلة” توضع به أسطوانة قديمة لموسيقى أرمنية، وعرض مشاهد قديمة بالأبيض والأسود لمصر قديمًا.
الفيلم تناول مذابح الأرمن بتركيا، في زمن الدولة العثمانية، مركزًا على مذبحة 1915 وما سبقها من مذابح، ما نتج عن ذلك لجوء كثير من الأرمن إلى مصر، مكونين أكبر جالية أرمنية في العالم العربي.
إلى جانب مصر لجأ الأرمن للعراق وحلب، الفيلم تناول أن المذابح كانت سببًا قويًا للهجرة إلى مصر، كما أن هناك هجرات سبقت المذابح، فقد استعان بهم محمد علي باشا في كثير من الأعمال، وكان نوبار باشا أول رئيس نظار في مصر أرمني، وكانت مصر تستقبل كل الحرفيين والمهنيين والتجار وتشجع وجودهم في مصر.
معسكر بور سعيد
وتناول الفيلم إنقاذ الأسطول الفرنسي لـ4 آلاف أرمني رفضوا الترحيل القصري، إذ كانوا يقتلون في مسيرات ترحيلهم، فاحتموا في قراهم الجبلية ورفضوا الترحيل إلى أن أنقذهم الأسطول الفرنسي.
ويعد ذلك أول عملية عسكرية لإنقاذ مدنيين في العصر الحديث، وقد اسقروا في معسكر ببور سعيد 1915، واستمر المعسكر حتى عام 1919، وكان يضم كل ما يمكن وصفه بمعسكر اللجوء.
وتحدث الفيلم عن إشكالية الإنجليز مع الأرمن في المعسكر، ومحاولة الإيقاع بين المصريين والأرمن، والترويج لخيانتهم للمصررين وتحدث عن (الكامب) في حي مصر الجديدة، ومحاولة اغتيال سعد زغلول، التي حاولوا إلصاقها بالأرمن، إلا أنه رفض ذلك واستقبل المزيد من أيتام الأرمن في مصر.
كنيسة ومدرسة وناد
أنشأ المصريون الأرمن ثلاثة أماكن لتجمعاتهم، هم الكنيسة والمدرسة والنادي، هكذا حكى عدة رواة في الفيلم، وسواء كانت الكنيسة أرثوذكسية أو كاثوليكية يقوم الأرمن ببنائها لأبناء مجتمعهم، وعرض الفيلم لحكايات عن بناء كنائسهم.
الفيلم تحدث عن حفاظ المصريين الأرمن على تراثهم وتوراثه، من جيل إلى آخر، وقدم عددًا من نوادي الأرمن الشهيرة في الإسكندرية والقاهرة، إلى جانب الأنشطة المقامة فيها سواء رياضية مثل كرة السلة أو اجتماعية، وكذلك فريق الرقص الفلكلوري الأرمني.
وقدم عددًا من المدارس الأرمنية ذات الجذور العميقة في التاريخ المصري، والتي أنشئت منتصف القرن الثامن عشر، فقدم مدرسة درب البرابرة، وقدم مدارس في مصر الجديدة، وعرض كيف أن التعليم يمثل أهمية خاصة للأرمن وخاصة أن الأرمن يتميزون بإجادة عدة لغات.
صناع وتجار مهرة
قدم الفيلم أسماء تاريخية في مصر، من أصحاب التاريخ العريق، في الصناعة والتجارة في المجتمع المصري، مثل آرتين أشهر بقال في مصر، وأقدم ساعاتي في مصر بمنطقة العتبة، ومطبعة نوبار، وصناعة الحديد، والتبغ موتسيان، والكثير من الصناعات والتجارة والحرف في القاهرة وال‘سكندرية والشرقية وبور سعيد.
الفيلم عرض أبناء المؤسسين لهذه الصناعات من الجيل الثالث، ليقصوا حكاياتهم المتوارثة عن هذه الصناعة، وتحدثوا عن كيف تحولت من خلال حركة التمصير ثم التأميم وما تبقى منها إلى الآن.
مصري ولا أرمني
“أنا مصرية 100% وأرمنية 100% إزاي معرفش بس مفيش مستحيل في الحساب أكيد هيخترعوا لها معادلة وتدى النتيجة دي” كان هذا كلام إحدى المصريات الأرمن، بينما يقول آخر “بيقولولي يا خواجة، بسيهبهم ماشي أنا خواجة بس أنا عارف نفسي كويس أنا مصري من جوه من قلبي، احنا مصررين واحنا أرمن مش أرمن بس ولا مصريين بس إحنا المصريين الأرمن”.
الفيلم من إخراج: وحيد صبحي، وإيفا دادريان، وحنان عزت، كتب السيناريو: إيفا دادريان، وحنان عزت، وتصوير ومونتاج: وحيد صبحي، وتعليق صوتي: شنودة فهمي، واشترك في الإنتاج: وحيد صبحي، حنان عزت، شريف مندور.
عن وحيد صبحي
مخرج ومونتير مصري، عمل في عام 2002 مساعد مخرج في عدة أفلام روائية، وفي عام 2006 عمل كمونتير، وفي عام 2009عمل كمنتج تنويهات قناة أون تي في.
إيفا دادريان
ولدت في مصر لأبوين من الأرمن، وتعمل صحفية مستقلة وكاتبة، حاصلة على جائزة إيمي، منتجة ومراسلة صحفية وتعمل في الأفلام الوثائقية لـ”بي بي سي”، كما تعمل محللة للأحداث السياسية للشؤون الأفريقية العربية في لندن وكيب تاون، وتكتب أيضًا لجريدة الأهرام.
حنان عزت
مصورة ومخرجة مصرية، فيلمها الوثائقي الأول “إحنا المصريين الأرمن”.