ما الذي اصاب المجتمع اللبناني؟ الم يتعلم من مصائبه ومصائب غيره في الدول المحيطة والقريبة والبعيدة؟ لماذا هذا التأجيج الطائفي واستغلال كل حدث حتى ولو كان رياضيا لصب الزيت على النار؟
بالامس وفيما كانت تجري مباراة الباسكت بول بين فريقي الرياضي والهمومنتمن اللبنانيين، بهدوء وجو من اللعب الجميل، الذي تابعه الالاف من اللبنانيين، الذين احتجزتهم العاصفة الثلجية والبرد القارس، فاضطروا للبقاء في منازلهم يشاهدون المحطات التلفزيونية ولاسيما هذه الرياضة الشعبية في لبنان، اصرت قلة من مشجعي فريق الرياضي على استفزاز مشاعر الكثيرين برفع العلم التركي في الملعب مع صيحات تأييد وهرج ومرج.
طبعا هذا التصرف اثار فئة من اللبنانيين ان لم نقل اكثريتهم. لماذا؟ اولا لانه منذ بضعة ايام سقط شهداء من لبنان في اعتداء ملهى Reina التركي في اسطمبول.. دمهم لم يجف والارهابي المعتدي والمجرم ما زال فارا في ظل تناقض روايات المصابين مع ما تقوله الشرطة التركية.
ايضا بدا هذا التصرف مستفزا لفئة من اللبنانيين اي الارمن الذي كانوا يحييون عيد الميلاد. نعم يستفزهم والاتراك الجدد كما يبدو لا يختلفون عن العثمانيين الذين ارتكبوا المجازر والمعصيات بحق الارمن والمسيحيين وغيرهم منذ مئات السنوات. وحتى اليوم لم يعتذروا عما جناه اجدادهم.
لنفترض ان شبابا ارمن قاموا بحرق او دوس العلم التركي، ما هي ردة فعل الاخرين؟ بالطبع ايضا سيكون هذا العمل اذا ما حصل موضع استنكار..
السؤال لهذه الحفنة من المتعصبين ومن الشباب المتحمس، الذي لم يعرف ويلات الحرب اللبنانية، يقومك بذلك؟ الا يرون ما الذي يحصل حولهم؟ الا يرون ان ملايين الناس في هذه الدول اما قتلوا او هجروا على ابواب الله.
في البداية لا بد من التأكيد انه يجب ابعاد الرياضة عن اي مظهر سياسي سواء كان داخليا او خارجيا. اما المطلوب فهو احترام الغير واحترام تضحياته وشهدائه.
فالارمن كطائفة وكشعب دفعوا الكثير، وهم لبنانيون، ولديهم من يمثلهم في البرلمان اللبناني، ويشكلون قوة اقتصادية وثقافية وحضارية هامة لها اثرها الايجابي في المجتمع اللبناني الذين يشكلون جزءا لا يتجزأ منه.
الارمن في النهاية هم لبنانيون، والاتراك ليسوا ابناء بلدنا الذي يقوم على مساحة 10542 كلم، ما زالت منقوصة، بفعل احتلال اسرائيل لتلال كفرشوبا ومزارع شبعا.
عل السامع يسمع والقارىء يستوعب وللحكي تتمة…