القامشلي هي إحدى المدن الرئيسية في محافظة الحسكة، في سوريا، وقد سميت محافظة عام 1936، حيث يبلغ مساحتها (محافظة الحسكة) مايزيد عن ثلاثة وعشرين ألف كيلومتر مربع.
تأسست مدينة القامشلي بعد العام 1925 عند دخول القوات الفرنسية إلى سوريا بقيادة الملازم تيريه Terrier وقد سميت “القامشلي” اشتقاقاً من كلمة تركية تعني القصب إذ كان القصب يكسو ضفتي نهر الجغجغ الذي ينحدر من نبعين من جبل طور عابدين في تركيا ماراً بمدينة نصيبين مجتازاً مدينة القامشلي مستمراً في جريانه حتى التقائه بنهر الخابور في مدينة الحسكة (مركز محافظة الحسكة) وقد عرف نهر الجغجغ في العهد الروماني باسم ميكدونيوس أما العرب فقد أسموه الهرماس.
مساحتها 38 كم مربع وهي كبرى المدن الموجودة في محافظة الحسكة وتعود نشأتها إلى عشرينيات القرن الماضي. تمتاز هذه المدينة بالنسيج الاجتماعي القوي والتعايش بين أبنائها على الرغم من الأصول المختلفة لمللها من العربية والسريانية والكردية والأرمنية وغيرها.
بدايات الوجود الأرمني في القامشلي تعود إلى العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي حيث لم يخرج الأرمن من هول مصيبتهم حتى بنوا كنيسة ثم مدرسة ابتدائية وبعدها إعدادية وكان هناك عدد من القرى سكنها أرمن إلا ان الهجرة إلى أرمينيا أخلت هذه القرى من سكانها.
بنيت المنازل الأولى فيها عام 1924، والأرمن هم أول من بدأ الهجرة إلى هذه المدينة، فضلوا العيش فيها على أمل العودة إلى وطنهم في أرمينيا يوما ما.
وفي عام 1938، قام سكان القامشلى ببناء ما يقرب من عشرين قرية أرمنية في فترة قصيرة وهم أول من زرع الأراضي. وأسسوا في هذه القرى سلسلة من 18 مدرسة.
أصبحت القرى مهملة وخالية من السكان بعد هجرة جزء كبير من الأرمن إلى أرمينيا بعد الحرب العالمية الثانية. ترك 3.500 أرميني تقريبا المنطقة عام 1946 وتوجهوا إلى أرمينيا خلال الهجرة الأولى، تبع ذلك موجة هجرة ثانية مؤلفة من 6.500 أرميني خلال الفترة 1965 -1966. ثم هاجر باقي السكان الى القامشلى وتركت القرى الأرمنية خالية بالكامل .
عمل الأرمن بشكل أساسي في مجالات التجارة، والزراعة، والحرف اليدوية. توجد مدارس أرمينة في القامشلي (مرحلة الروضة، ومرحلتي التعليم المتوسط والثانوي) وتضم هذه المدارس حوالي الـ 1.200 طالب وبها هيئة تدريس تصل إلى 40 مدرسا، مهمتهم تعليم الأطفال الأرمن والحفاظ على الهوية الوطنية.
وهناك كنيسة القديس هاكوب، كنيسة الارمن بالقامشلي، كما يواصل نادي الهومنتمن تقديم خدماته إلى الجيل الجديد عن طريق برامجه التعليمية والرياضية. و فريق الكشافة الذي يملأ قلوب الارمن بالقامشلي بالفرح في احتفالاتهم الخاصة والعامة.
تقوم الجمعية الخيرية العمومية الأرمنية بالمساعدة في أنشطتها الخيرية، ولدى الجمعية ناديها الخاص. وتقوم مؤسستي كاراكوزيان وجينيشيان أيضا بمساعدة الأسر المحتاجة من خلال إسهاماتها الخيرة.
ولدى الأرمن الكاولك أيضا كنيستهم ومدرسة تسمى السلام فيها ما يقرب من 300 طالب وطالبة وأبنائهم يدرسون من مرحلة الروضة وحتى نهاية مرحلة التعليم الاساسي.
الأرمن في القامشلي موجودون اليوم ويحتفظون بقيمهم وروحهم الأرمنية ولديهم إيمان عميق بالمستقبل رغم الظروف القاسية التي تمر بها بلادهم سوريا.