واصل وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير زيارته لأرمينيا أمس الخميس (30 يونيو / حزيران 2016) بزيارة لـ نصب شهداء الإبادة الجماعية الأرمنية في العاصمة يريفان.
ووضع شتاينماير إكليلا من الزهور عند النصب للتذكير بالأرواح الطاهراء للشهداء المليون ونصف المليون من ضحايا أول تطهير عرقي في القرن العشرين والتي تمت على أيدي السلطات العثمانية مطلع القرن الماضي في أحداث مأساوية تعرف دوليا بـ الإبادة الجماعية الأرمنية ومعترفة من قبل العشرات من الدول والمنظمات في العالم وكان أخرها (حتى لحظة نشره هذا الخبر) الإعتراف الرسمي للبوندستاغ (البرلمان) الألماني بها والتي ادت إلى توتر حاد في العلاقات بين أنقرة وبرلين.
وطالب شتاينماير الجارتين العدوتين أرمينيا وتركيا أمس ببذل جهود جديدة من أجل المصالحة. جاء ذلك في مستهل زيارة شتاينماير لأرمينيا التي وصل إليها الأربعاء (29 يونيو / حزيران 2016) والتي تستغرق يومين.
وطالب شتاينماير بمعالجة تاريخية للمذابح التي تعرض لها الأرمن عامي 1916/1915 إبان حقبة الإمبراطورية العثمانية وقال: “يجب أن يحدث ذلك في إطار محادثات تتم على أوسع نطاق ممكن بين أرمينيا وتركيا”.
واستخدم شتاينماير خلال التصريحات عبارة “إبادة جماعية”، وهو التوصيف الذي ترفضه تركيا بشدة بوصفها وريثة الإمبراطورية العثمانية.
ورفض شتاينماير الانتقادات القائلة إن ألمانيا تفرط في الحرص على عدم إغضاب الجانب التركي وقال: “لقد دعمت القرار ولذلك أنا لم أتجنب استخدام عبارة إبادة جماعية، وقد أشرت إلى أن الصراعات لا يمكن اختزالها في النهاية في عبارة وحيدة”.
وتضمن برنامج زيارة شتاينماير عقد لقاء مع الرئيس الأرميني سيرج سركسيان.
يذكر أن ألمانيا تتولى الرئاسة الدورية لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وتسعى ألمانيا من خلال ذلك إلى الوساطة بين أرمينيا وأذربيجان حول إقليم ناكورني كاراباخ، وفي هذا السياق، أعلن شتاينماير عن السعي إلى البدء في مفاوضات سلام مباشرة بين أرمينيا وأذربيجان في العام الحالي مضيفا أن ” الموقف الراهن لا يمكن احتماله على الدوام” واختتم تصريحاته بالقول إنه ” كلما طال أمد استبعاد تحقيق تقدم ملموس، كلما ازدادت مخاطر حدوث تصعيد جديد”.