على وقع قرع الاجراس، وصل البابا الى دير خور فيراب، على بعد كيلومترات قليلة من الحدود مع تركيا حيث كنا قد قدمنا بثا مباشرا لحدث الزيارة. ثم صلى، واطلق حمامة في اتجاه جبل ارارات المجاور المكلل بالثلوج، والذي يقع على الجانب التركي من الحدود قابعا تحت الاحتلال منذ عشرات العقود.
وبدا التأثر عليه. فعانق بطريرك الارمن الارثوذكس الكاثوليكوس كراكين الثاني، قبل ان يطلق حمامة ثانية. وقد اختار هذا المكان القريب من جبل ارارات الذي وصلت اليه سفينة نوح، وفقا للتقليد الديني، ليختم زيارته.
الحمامات التي أطلقها البابا مع كاريكين الثاني تحمل أكثر من دلالة ورمز.. فهي أولا وقبل كل شي بادرة سلام وحسن نية تجاه تركيا التي ترفض حتى اليوم الإقرار بجريمة أجدادهم بحق الأرمن والتي كان إحدى نتائجها عدم قدرة الأرمن على التمتع بجبلهم التاريخي التوراتي المقدس.
ولكن وبالرغم من بوادر السلام التي أطلقها البابا وكاثوليكوس الأرمن إلأ أن هذا لا يعني أبدا – ولا بأي شكل من الأشكال – القبول بالشروط التركية للتصالح.. فنحن الأرمن لا نقبل التفريط لا بقطرة دم واحدة من دماء شهدائنا الأبرارا القديسون.. ولا بذرة تراب واحدة من بلادنا التاريخية.