عشيّة زيارته الرسوليّة إلى أرمينيا من الرابع والعشرين وحتى السادس والعشرين من حزيران يونيو الجاري، وجّه قداسة البابا فرنسيس رسالة فيديو للشعب الأرمني قال فيها “بعد أيام قليلة سأفرح بلقائكم في أرمينيا ولكنني أدعوكم منذ الآن للصلاة من أجل هذه الزيارة الرسوليّة”.
تابع الأب الأقدس يقول: “بمعونة الله آتي بينكم كي، وكما يقول شعار الزيارة، أزور أول بلد مسيحي. آتي كحاج، في هذه السنة اليوبيليّة، لأنهل من حكمة شعبكم القديمة وأستقي من ينابيع إيمانكم الصخري كصلبانكم الحجرية الشهيرة المنحوتة في الصخر. آتي نحو جبال أرمينيا كأخ لكم تحرِّكه الرغبة برؤية وجوهكم والصلاة معكم ومقاسمتكم عطيّة الصداقة. إن تاريخكم والأحداث التي عاشها شعبكم الحبيب تولّد فيّ إعجابًا وألمًا: إعجاب لأنّكم وجدتم في صليب يسوع وفي ذكائكم القوة للنهوض مجدّدًا وعلى الدوام حتى من أكثر الآلام الرهيبة التي يمكن للبشريّة أن تتذكّرها؛ وألم بسبب المآسي التي عاشها آباؤكم”.
أضاف الحبر الأعظم بالقول: “لا نسمحنَّ للذكريات الأليمة بأن تسيطر على قلوبنا، ولا نستسلمنَّ حتى إزاء اعتداءات الشر المتكرّرة. وإنما وعلى مثال نوح الذي وبعد الطوفان لم يتعب من النظر إلى السماء ومن إرسال الحمامة مرات عديدة إلى أن رجعَتِ الحمامَةُ إليهِ تحمِلُ في فَمِها ورَقَةَ زيتونٍ خضراءَ (تك 8، 11): لقد كانت العلامة بأنه يمكن للحياة أن تبدأ من جديد وأنه ينبغي على الرجاء أن يسطع مجددا”.
كخادم للإنجيل ورسول سلام، تابع البابا فرنسيس: “أرغب أن آتي بينكم، لأعضد كل جهد على درب السلام وأن أتقاسم خطواتنا على سبيل المصالحة التي تولِّد الرجاء. ليبارك قدّيسو شعبكم الكبار ولاسيما ملفان الكنيسة غريغوريوس الناريكي لقاءاتنا التي أنتظرها بشوق كبير. أنتظر بشكل خاص أن أعانق مجدّدًا أخي كاريكين وأن نعطي معًا دفعًا متجدّدًا لمسيرتنا نحو الوحدة الكاملة”.
وختم البابا فرنسيس رسالته بالقول: “لقد أتيتم إلى روما السنة الماضية من أماكن مختلفة من العالم وصلينا معًا عند قبر القديس بطرس. والآن آتي إلى أرضكم المباركة لنعزز شركتنا ونسير قدمًا على درب المصالحة ونسمح للرجاء بأن ينعشنا. شكرًا وإلى اللقاء القريب.. تسديسوتيون (وتعني إلى اللقاء بالأرمنية).