دعا رئيس مجلس الأعمال السوري الأرميني ليون زكي المجتمع الدولي للاعتراف بحق إقليم أرتساخ، والمعروف بناغورني قرة باخ ذي الأغلبية الأرمينية، في تقرير مصيره لإقامة دولته المستقلة حقناً للدماء التي أسالها الصراع المتجدد بين أرمينيا وأذربيجان وأطماع الأخيرة فيه.
وتحدث زكي عن القلق الدولي المتزايد من الخروق المتكررة للهدنة التي وقعها رئيسا أركان أرمينيا وأذربيجان في موسكو لوقف موجة العنف التي حصدت أرواح عشرات الأشخاص خلال تجدد النزاع مطلع نيسان من العام الجاري بعد هجوعه منذ 1994، اثر اتفاق على وقف إطلاق النار، جراء تعديات الجيش الأذري على أراض في الإقليم، ما أدى إلى تصاعد المخاوف من تجدد الصراع مستقبلاً ما لم يوضع حد نهائي لمبرراته، والمتمثلة بعدم اعتراف أذربيجان بانفصاله، بما يهب سكان المنطقة الأمن والسلام.
وأوضح زكي بأن الفكرة قابلة للتطبيق باعتراف الدول الصديقة لأرمينيا وللشعب الأرميني أولا بالدولة الوليدة والقادرة على الحياة بتوافر مقومات وجودها وفي مقدمتها إرادة سكانها والذين سبق لهم أن أبدوا رغبتهم بإقامة حكم ذاتي يمكنهم من تأسيس أركان دولة مستقلة لا يشترط اعتراف الأمم المتحدة بها في البداية، إذ يزيد عدد الدول التي تعترف بها ألمانيا مثلاً عن 89 دولة عن الدول التي تعترف بها فرنسا و109 دولة عن روسيا.
وأعرب زكي عن اعتقاده بأن روسيا قد تعترف بأرتساخ دولة مستقلة في ظل الظروف الراهنة التي تعصف بمنطقة القوقاز الإستراتيجية بأسرها على خلفية التوتر الذي خلفته أحداث أوكرانيا والقرم والتدخل التركي السافر فيهما ووقوفها إلى جانب أذربيجان مع تجدد الصراع في الإقليم وانخراطها بشكل مباشر بالأزمة السورية ضد السياسة والتدخل الروسي فيها عدا عن ممانعة باكو وتحيزها ضد موسكو في ملف إنتاج النفط الذي تهاوت أسعاره وأثر على الاقتصاد الروسي، منوهاً إلى أن القضية أخلاقية بالدرجة الأولى بالنسبة لروسيا التي يتوجب عليها تصحيح الخلل والإجحاف الذي ألحقته أخطاء الاتحاد السوفييتي السابق بإقليم ناغورني قرة باخ- أرتساخ عندما ضمه إلى أذربيجان عنوة بخلاف مشيئة 80 بالمئة من سكانه.
وتوقع رئيس مجلس الأعمال السوري الأرميني أن تحذو بقية الولايات الأمريكية حذو ولاية جورجيا التي صادق برلمانها في آذار الفائت على قرار يعترف باستقلال جمهورية أرتساخ بعد خطوة مشابهة من برلمان كاليفورنيا ومجلس شيوخها ومصادقة أربع ولايات أخرى هي لويزيانا وماساشوسيتس ورود ايلند وميين على قرارات تدعم سير أرتساخ في اتجاه الاستقلال، الأمر الذي يشجع دولاً أوربية على الاهتداء بها.
وأضاف ليون زكي: تقتضي صيرورة التاريخ والجغرافية استقلال أرتساخ واعتراف الدول بها على اعتبار الإقليم وعلى مدى التاريخ جزءاً لا يتجزأ من أرمينيا وليس كما تروج بعض وسائل الإعلام بأنه يقع داخل أذربيجان التي سلخت أيضاً عنوة إليها، أثناء ضم جمهوريات ما وراء القوقاز إلى الاتحاد السوفياتي سنة 1918، أربع مناطق من أرمينيا شمال غرب الإقليم وخامسة تقع إلى الجنوب الغربي منه وهي جمهورية ناخيتشيفان التي أبرمت بشأنها معاهدة سوفييتية تركية في موسكو عام 1921 منحتها الحكم الذاتي قبل سنتين من منح قرة باخ الصفة ذاتها بشكل رسمي. ولذلك اقترحت الولايات المتحدة في مسعاها لحل النزاع التاريخي وإيجاد مخرج للحرب الدائرة في المنطقة اعتراف أذربيجان باستقلال قرة باخ مقابل منح أرمينيا السيادة لها على المنطقة الحيوية الفاصلة بين أراضيها و ناخيتشيفان الواقعة ضمن الأراضي الأرمينية.
وأكد أن الصراع بين أرمينيا وأذربيجان حول الإقليم لا يكتسب أي صبغة دينية، لافتاً إلى أن أذربيجان ارتكبت مجازر في ارتساخ، الاسم التاريخي الأرمني للإقليم، خصوصاً سنة 1988وهو ما دفع برلمان أرمينيا لاتخذا قرار بضم الإقليم إلى أرمينيا ثم إعلان أرمينيا وأرتساخ جمهورية موحدة في العام التالي قبل إعلان الإقليم جمهورية مستقلة عام 1991 بتفكك الاتحاد السوفييتي، وبعد عام انتخب رئيس الجمهورية من البرلمان ثم جرى التصديق على دستور للجمهورية عام 2006.