1117.jpg

قصة بياتريس أفيديسيان يعقوبيان.. مؤلمة جدا

قصة بياتريس أفيديسيان يعقوبيان.. مؤلمة جدا

كانت والدتي حتى مماتها تلعن الأتراك بعد كل صلاة و تقول إنه بعد وفاتها سيستمر رفاتها يلعنهم إلى أن يعاقبهم الله. هي من مواليد (اضنا) سنة 1918، هكذا تروي بياتريس يعقوبيان قصة والدتها فتقول:

كانت تدرك ألم الروح.. في عام 1897 كانوا قد قتلوا زوجها الأول تحت وابل من الضرب أمام عينيها، و في عام 1908 رموا بزوجها الثاني في النار حياً فأحرقوه أمامها. أما في عام 1915 فقد هجم أربعة جنود أتراك عليها، و بعد أن اغتصبوها سحبوا من بين ذراعيها أختي التي في الرابعة عشرة من عمرها و خطفوها. لم تجد أمي ما يغطي جسدها العاري فاختفت وراء شجيرة. فرآها رجل و امرأة مسنان، فاقتربا منها و غطياها بمعطفيهما و أخذاها إلى منزلهما دون أن يتفوها بكلمة واحدة. أعدا لها الحمام والطعام. و بعد أن أوصلاها إلى بيتها قال الرجل: ((عاقبهم الله، نحن أيضاً لدينا زوجات و بنات. أنا أخجل أن أقول إني تركيّ)).

إلا أن هذه المعاملة الإنسانية لم تخفف من كراهية أمي للأتراك. فبعد أن بحثت عن ابنتها سنوات كثيرة، دون جدوى و خلال تهجير عام 1921، توسلت جاثية عند قدمي أبي “زوجها الثاني” في الميناء، ليدعها عسى أن تجد ابنتها. ولكن، كان الجنود الاتراك قد جروها ورموا بها في القارب. كانت أمي على الطريق من (مرسين) إلى ميناء (صورا-صيدا) في لبنان تنادي، و عيناها إلى الخلف: ((آه، يا روحي، أصبحت فريسة للذئاب، كيف سأجدك بعد الآن؟)).

بعد الحرب العالمية الثانية، حين تزوجت وأحسست بشعور الأمومة والحب تجاه الأولاد، ذهبت مرات كثيرة إلى (أضنا)، فتجولت في كل كيليكيا علنّي أجد أختي فأكفكف دموع أمي. لكني لم أجدها، لم أجدها.

الصورة المرفقة من الأرشيف لإمرأة أرمنية مقتولة مع طفليها على أيدي العثمانيين الأتراك.

scroll to top