ادعى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن بلاده “لن تتخلّى عن تحقيق هدف الصداقة والسلام، في مواجهة من يسعون إلى التفرقة بين شعبين يملكان تاريخًا مشتركًا وتقاليدا متشابهة، التركي والأرمني، من خلال بث شعارات الكراهية والعداء، ممن يريدون تسييس التاريخ”.
جاء ذلك في رسالة وجهها أردوغان، اليوم الأحد، إلى الوكيل العام لبطريرك الأرمن الأتراك، آرام أتاشيان، بمناسبة إقامة البطريركية الأرمنية قداسًا في كنيسة السيدة مريم في إسطنبول، لإحياء ذكرى الإبادة الجماعية الأرمنية.
وتلا أتيشيان، قبيل القداس، رسالة أردوغان، التي حيا فيها المجتمعين بالبطريركية الأرمنية في إسطنبول، من أجل إحياء ذكرى الأرمن العثمانيين، الذين “فقدوا حياتهم في الظروف المأساوية للحرب العالمية الأولى” (حسب كلام أردوغان)، موضحًا أن تركيا هي أفضل مكان من أجل تقاسم الآلام، التي عاناها الأرمن العثمانيون، وإحياء ذكراهم.
وأضاف: “انطلاقًا من هذه الأفكار، أستذكر بكل احترام، من انتقلوا إلى الدار الآخرة من الأرمن العثمانيين، وأتقدم بالتعازي إلى من بقي على قيد الحياة من ذويهم”.
وتابع أردوغان في رسالته إن “أرض الأناضول، التي لم تهمل الواجبات الإنسانية وتقاسمت الأفراح والأتراح، وضعت مفهومًا للضمير والعدل، وبناءً على هذا المفهوم سنواصل الحرص على ذكرى الأرمن العثمانيين من منطلق وعينا التاريخي وإدراكنا الإنساني، وسنستمر بالتذّكر والتذكير بثقافة العيش المشترك الممتد على مدى ألف عام بين الأتراك والأرمن.”
وترحّم أردوغان على جميع المواطنين العثمانيين، الذين فقدوا حياتهم في تلك الفترة، مهما كانت أصولهم العرقية وأديانهم ، وقال أعبر مجددًا عن تقاسمنا هذا الألم المشترك، وأشكر بهذه المناسبة جميع مواطنينا الأرمن، من الأمس إلى اليوم، على إسهاماتهم لبلدنا.