تجنب الرئيس الأمريكي باراك أوباما، استخدام مصطلح “الإبادة الجماعية” في معرض تعليقه على أحداث 1915 التي شهدتها منطقة الأناضول أواخر العهد العثماني، مستخدماً عبارة “ميدس يغيرن” بالأرمنية التي تعني “الكارثة الكبرى”. وأصدر البيت الأبيض بيانا باسم الرئيس الأمريكي باراك أوباما بمناسبة الذكرى الأولى بعد المئة للإبادة الجماعية الأرمنية، وفيما يلي نصها مترجما إلى العربية عبر فريق عمل خبر أرمني:
“اليوم نستذكر معا الفظائع الجماعية الأولى للقرن العشرين، فظائع الميدز يغيرن الأرمنية، حيث تم تصفية وترحيل مليون ونصف المليون إنسان.. قتلوا بعد أن ساروا مجبرين مئات الأميال في الأيام الأخيرة للإمبراطورية العثمانية.
وفي الوقت الذي نستذكر فيه ذكرى هؤلاء الضحايا الذين سقطوا في الأيام المظلمة سنة 1915 وسعينا لأخذ العبر منها والعمل لعدم تكرارها، نستذكر ونشيد أيضا بأولئك الذين سعوا لنجدة المواطنين الأبرياء، إذ أن أحد هؤلاء كان السفير الأمريكي في القسطنطينية آنذاك السيد هينري مورغنطاو الذي حاول جاهدا إبلاغ الحكومة العثمانية وحكومة بلاده في الولايات المتحدة بما يحدث للأرمن في محاولة منه لوقف ذاك العنف. أصوات مورغنطاو وكتاباته حول ما حدث الهم أبطال آخرين فيما بعد فكان رافائيل ليمكين الذي ساعد في تحقيق معاهدة الأمم المتحدة الأولى لحقوق الإنسان.
في هذه اللحظات أيضا لابد من إستذكار جبروة وقدرة الشعب الأرمني على الإندماج والمساهمة في المجتمعات الجديدة التي لجؤوا إليها والتي من بينها طبعا كان المجتمع الأمريكي حيث بدأ عشرات الألاف من الأرمن حياتهم الجديدة هنا وأصبح لهم فيما بعد دور حيوي هائل ومتقدم في رفع شأن هذه الأمة. وفي لحظة الإضرابات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط أيضا لابد من التوجه بالشكر لأرمينيا كدولة لفتحها الأبواب أمام اللاجئين السوريين وترحيبها بما يقارب الـ 17000 مواطن سوري.
كما نؤكد على أهمية الذكرى التاريخية باعتبارها أداة للوقاية من أخطاء المستقبل وندعو إلى إعتراف صريح وكامل وعادل لما حدث سنة 1915 حيث من شأن هذا الإعتراف خدمة مصالح جميع الأطراف المعنية. وأعيد وأكرر بأن وجهة نظري بخصوص أحداث 1915 لم يتغير أبدا وأضيف أن الشعوب والأمم تصبح أكثر قوة وتسامح من خلال الإعتراف بالأخطاء والتصالح مع وقائع الماضي المؤلمة. ونحن نواصل الترحيب بجميع الجهود الساعية لتسليط الضوء على تلك الحقبة المظلمة من التاريخ.. نرحب بجهود جميع المؤرخين، من أرمن وأتراك وصولا إلى آراء البابا فرنسيس.
اليوم نقف إلى جانب الشعب الأرمني في جميع أنحاء العالم لتكريم ذكرى الـ Medz Yeghern ونؤكد من جديد التزامنا المستمر بأرمينيا ديموقراطية آمنة ومزدهرة.”