10983.jpg

أردوغان يستعد لزيارة باكو.. إستغلال أذربيجان لتصفية الحسابات مع الأرمن

أثار إعلان الرئاسة التركية استعداد الرئيس رجب طيب أردوغان لزيارة أذربيجان، مخاوف جديدة من تجدد الحرب بين أذربيجان وأرمينيا في كاراباخ، إذ يرى محللون أن أذربيجان استأنفت هذه الحرب خلال الفترة الأخيرة ضد أرمينيا، بضغوط من تركيا التي ترغب في تصفية حساباتها مع أرمينيا.

المتابع للأحداث الأخيرة بين أرمينيا وأذربيجان في منطقة كاراباخ، الجمهورية الأرمنية المستقلة، يكتشف أن هذه الاشتباكات جاءت مباشرة بعد زيارة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى أذربيجان في 18 فبراير الماضي، والتي شارك خلالها في اجتماعات مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين البلدين.

اندلاع الأزمة بين أذربيجان وأرمينيا

شهد شهر مارس وبداية شهر أبريل الجاري، اندلاع الاشتباكات المسلحة مجددا بين أذربيجان وأرمينيا في إقليم كاراباخ، إذ قامت القوات الأذربيجانية بقصف مواقع لقوات أرمنية في الإقليم وقتل خلال الاشتباكات ما يقرب إلى مائة جندي من كلا الطرفين إضافة إلى عشرات المدنين.

وأثارت هذه الاشتباكات مخاوف جديدة في أوروبا ولدى روسيا من عودة الحرب الطويلة مجددا بين الدولتين المتنازعتين على هذا الإقليم، إذ طالبت أوروبا وروسيا الدولتين بضبط النفس والرجوع إلى طاولة المفاوضات ووقف هذه الحرب.

في الحقيقة تعود هذه الحرب إلى عام 1988، بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، إذ كانت الدولتين جزء من الإمبراطورية السوفيتية، وقد اندلعت الحرب بين البلدين بعد رفض أذربيجان خيار شعب كاراباخ في الإستقلال، وعلى الفور تدخلت أرمينيا لدعم الأرمن وتمكنت من السيطرة على الإقليم، حتى تم إعلان وقف إطلاق النار عام 1994 وانطلاق المفاوضات بين البلدين، إلا أن هذه المفاوضات لم تحرز أي تقدمات.

غير أن تركيا، فضلت أن تلعب دور وقود هذه الحرب، فمن اليوم الأول لانطلاقها، خرج الرئيس التركي ليعلن وقوفه إلى جانب أذربيجان وأنه سيلبي ما تحتاجه لتأكيد حقها وسيادتها على كاراباخ. وفي تصريحات صحفية في بداية أبريل الجاري، تعهد أردوغان بدعم أذربيجان في صراعها مع أرمينيا في كاراباخ.

وأوضح الرئيس التركي: “سندعم أذربيجان حتى النهاية”، معلنا قيام تركيا بإغلاق حدودها مع أرمينيا، الأمر الذي شكل ضربة للاقتصاد الأرمني. كما هاجم الرئيس التركي مجموعة مينسك التي تسعى منذ سنوات، في ظل رئاسة فرنسا وروسيا والولايات المتحدة، إلى إيجاد حل للنزاع حول كاراباخ، لكن بدون جدوى. وقال أردوغان: “لو اتخذت مجموعة مينسك إجراءات عادلة وحاسمة، لما كانت حصلت مثل هذه الأمور”.

تصفية الحسابات مع أرمينيا

يرى كثيرا من المحللين أن الرئيس التركي يسعى لتصفية حساباته مع أرمينيا من خلال زجها في حرب مع أذربيجان، لاسيما وأن أرمينيا ساهمت خلال الفترة الأخيرة في تلطيخ سمعة الدولة التركية عالميا، على أثر فتحها ملف المجازر التي ارتكبتها السلطنة العثمانية بحق الأرمن خلال الحرب العالمية الأولى، وسعي أرمينيا إلى كسب اعتراف دولي من الكثير من الدول حول العالم بهذه المجازر.

ويرفض الرئيس التركي، الموالي لعودة السلطنة العثمانية مجددا، هذه الاتهامات، بل ويرفض الاعتراف بارتكابها في الأساس، وهو ما ساهم في توتر الوضع بين البلدين. كل هذا يضاف إلى أن الرئيس التركي يريد أن يلعب دور “القائد الإقليمي” والحامي للدول الإسلامية في وسط آسيا.

أذربيجان تدرك خطورة الوضع

لم تتعامل باكو مع تصريحات أنقرة بجدية، ولم تأخذها على محمل الجد. فهي تصريحات معنونة ومعروفة الأهداف. وبعد أيام من الحرب، خرج الرئيس الأزري إلهام عليف، للتأكيد على العودة إلى المفاوضات مجددا من أجل عودة أراضيه، مفضلا الاستماع إلى دعوات الاتحاد الأوروبي وروسيا إلى الالتزام بضبط النفس ووقف العمليات في الإقليم المتنازع عليه.

يخشى مراقبون من أن زيارة أردوغان مجددا إلى أذربيجان أن تشعل الحرب مع أرمينيا في الإقليم المتنازع عليه، مع تقديم اردوغان للعديد من الوعود الجديدة كالدعم العسكري لقتال أرمينيا.

scroll to top