10770.jpg

أردوغان يفتح ساحة نزال مع روسيا في جمهورية أرتساخ.. بقلم: ليون زكي

فتحت أذربيجان صفحة جديدة من الحرب مع أرمينيا على حدود إقليم ناغورني قرة باخ المتنازع عليه بعد طي صفحة النزاع ٢٢عاماً ومن دون مقدمات أو أسباب موجبة، ما دعا إلى الاعتقاد بأن أطراف إقليمية على علاقة بالصراع مثل تركيا متمثلة بالرئيس رجب طيب أردوغان لها مصلحة بإشعال فتيل الصراع في مثل هذا التوقيت للي ساعد موسكو والرئيس فلاديمير بوتين الذي حشر نظيره التركي في زاوية ضيقة على خلفية اسقاط طائرة سوخوي-24 الروسية فوق الأراضي السورية في ٢٤ تشرين الثاني العام الفائت.

ويشارك محللون سياسيون وجهة نظر دبلوماسيين أرمن بأن أردوغان وراء افتعال الأزمة التي أودت بحياة عشرات الجنود من الجانبين في أيامها الأولى بفعل الاشتباكات العنيفة إبان انتهاك القوات الأذربيجانية للهدنة واستيلائها على مواقع في الإقليم تابعة لأرمينيا بهدف جس نبض موسكو التي سارعت على لسان بوتين إلى دعوة طرفي النزاع على ضبط النفس والوقف الفوري لإطلاق النار.

وبغض النظر عن دعوة رئيس أذربيجان إلهام علييف إلى التسوية السلمية للنزاع حول الإقليم وإعلان وزارة الدفاع الأذربيجانية كنوع من المراوغة وقفا لإطلاق النار من جانب واحد ومهما تكن نتائج اجتماع مجموعة مينسك لمنظمة التعاون الأوروبي (روسيا وفرنسا والولايات المتحدة) بغية التوسط في إيجاد الحل إلا أن ما جرى شكل طعنة في ظهر إجراءات الثقة التي وفرتها السلطات الأرمنية طوال فترة الهدنة وأعاد إلى الاذهان تجدد الأطماع الأذرية في الإقليم وبدعم من الحكومة التركية والرئيس أردوغان والذي أكد في وقت سابق أنه لن يفتح حدود بلاده المغلقة منذ ١٩٩٣ مع أرمينيا ما لم تنسحب من ناغورني قرة باخ.

عن رد الجيش والحكومة والرئيس الأرميني سيرج ساركيسيان كان حازماً بعدم التفريط بالأرض استجابة لأهواء وتطلعات الآخرين غير المشروعة وبأن أرمينيا قادرة على رد الصاع صاعين للمعتدين على أرضها، وهو ما دفع بالحكومة الأذرية إلى التريث وعدم الانسياق وراء انفعالاتها وخلف مكائد الآخرين من أمثال أردوغان وعصابته، بالإضافة إلى رد الفعل الإقليمي والدولي الضاغط عليها وخصوصاً من واشنطن، التي لعب فيها اللوبي الأرميني دوراً فاعلاً، باتجاه عدم الانسياق وراء مزيد من التصعيد وإشعال المنطقة في حرب جديدة ليست من مصلحة الطرفين.

يغيب عن أذهان صناع القرار في العاصمة الأذربيجانية باكو أن حليفتهم أنقرة، والتي تربطهم بها علاقات وثيقة، لا يمكن أن تشكل سنداً حقيقياً لهم في وجه موسكو التي تربطها مع يرﻴﭭان علاقات إستراتيجية تبلغ من المتانة والقوة حداً لا يمكنها التفريط به لصالح حكام مرتهنين للخارج التركي المتآمر على الدولة الروسية الصاعدة بقوة في طريق تشكيل قطب عالمي نداً للولايات المتحدة، وما استئثارها بحل الأزمة السورية سوى دليل على ذلك.

فقرار إشعال الحرب أو إخمادها بين أرمينيا وأذربيجان سيشعل النار شمال القوقاز ولن يخدم أنقرة ولن يرغم موسكو على تقديم أي تنازلات بحق يرﻴﭭان أو القرم أو أوكرانيا ولا سورية التي ستبقى بوارجها الحربية قبالة الشواطئ السورية وقاعدتيها في طرطوس وحميميم ومنظومتي الدفاع S300 و S400 عنصر ردع وتحجيم للدور التركي الغارق في المستنقع السوري وفي أزمات دول الجوار بسياسة منافية لـ “صفر مشاكل”.

يذكر أن الصراع نشأ بين البلدين سنة ١٩٨٨بعد أن صوت برلمان إقليم ناغورني كرباخ الجبلي ذي الأغلبية الأرمنية على الانضمام إلى أرمينيا، ما أشعل الحرب التي تصاعدت سنة ١٩٩١بانهيار الاتحاد السوفييتي واستمرت حتى ١٩٩٤عندما توسطت روسيا والاتحاد الأوربي في توقيع هدنة لم تخرقها سوى انتهاكات وقف إطلاق النار عام ٢٠٠٩
ويعرف إقليم ناغورني قرى باخ (جبال الحديقة السوداء بالروسية) باسم ارتساخ في أرمينيا (غابة الإله آرا إله الشمس بالأرمنية) وعاصمته سيتباناكيرت وتبلغ مساحته ٤٫٨٠٠ كم2 بينما عدد سكانه ١٤٥ألف نسمة يشكل الأرمن ٩٥بالمئة منهم، وهو فقير بالموارد الاقتصادية ويعتمد سكانه على تربية الماشية وزراعة الحبوب والقطن.

scroll to top